05 ديسمبر 2025

حذر وزير الري المصري الأسبق، محمد نصر علام، من أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها إثيوبيا في إدارة وتشغيل سد النهضة تمثل “خطأ فادحا” يهدد السودان بمخاطر جسيمة ويعرض مصر لأزمة مائية على المدى القريب.

وقال علام، في تصريحات لقناة مصرية محلية، إن قيام إثيوبيا بملء السد بالكامل وتشغيل مفيض الطوارئ دون مبرر يعكس “سوء إدارة وغياب التنسيق مع دولتي المصب”، موضحا أن استخدام المخزون المخصص للطوارئ يجب أن يتم فقط في حالات الكوارث مثل اقتراب السد من الانهيار.

وأضاف أن تصريف المياه من مفيض الطوارئ يمكن أن يؤدي إلى إغراق مساحات واسعة من الأراضي السودانية إذا تزامن مع فيضان مرتفع الشهر المقبل، في وقت يفتقر فيه السودان إلى مخزون احتياطي يحميه من هذه المخاطر.

أما بالنسبة لمصر، فأكد علام أن السد العالي قادر مؤقتا على استيعاب الفيضانات، إلا أن الآثار السلبية ستظهر مع سنوات الجفاف الممتدة، حيث ستنخفض حصة مصر من مياه النيل بشكل كبير، ما يهدد الأمن الغذائي والمائي لأكثر من 100 مليون مواطن.

وأشار إلى أن السعة التخزينية للسد الإثيوبي (74 مليار متر مكعب) مقسمة إلى مخزون حي لتوليد الكهرباء، ومخزون للطوارئ، وآخر للرسوبيات، لافتًا إلى أن الخلط بين هذه الأجزاء يضاعف المخاطر على دولتي المصب.

ويأتي هذا التحذير في وقت أعلنت فيه إثيوبيا، يوليو الماضي، اكتمال الملء الرابع للسد بنحو 70 مليار متر مكعب، رغم الاعتراضات المصرية والسودانية، وهو ما فجر موجة انتقادات وتهديدات من القاهرة بـ”الدفاع عن حقوقها المائية”، وسط دعوات دولية متزايدة لاستئناف المفاوضات.

ويُعتبر سد النهضة أكبر مشروع لتوليد الكهرباء في إفريقيا بطاقة تصل إلى 5,150 ميغاواط، لكنه في المقابل يثير نزاعا إقليميا منذ بدء إنشائه عام 2011، إذ ترى مصر أنه يمثل تهديدا وجوديا لاعتمادها على نهر النيل بنسبة 97% من احتياجاتها المائية، بينما يخشى السودان من الفيضانات والجفاف الناجم عن تشغيله الأحادي.

الحكومة السودانية تفرض قيوداً على التواصل مع البعثات الأجنبية

اقرأ المزيد