أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي أن الأمن المائي لمصر “خط أحمر”، مع انفتاح بلاده على تعديلات “الاتفاق الإطاري” لنهر النيل بشروط، أبرزها الالتزام بمبادئ القانون الدولي وعدم التسبب بضرر، وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية جنوب السودان.
أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، اليوم الأحد، انفتاح بلاده على أي تعديلات محتملة على “الاتفاق الإطاري” بشأن مياه النيل، شريطة الالتزام بمبادئ القانون الدولي وعلى رأسها الإخطار المسبق وعدم التسبب في ضرر، معتبراً في الوقت ذاته أن الأمن المائي المصري يمثل “خطاً أحمر” لا يمكن المساس به.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده عبدالعاطي مع وزير خارجية جنوب السودان، ماندي سيمايا كومبا، في العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة، تناول عددا من القضايا الإقليمية ومن بينها ملف مياه النيل.
وقال عبدالعاطي: “مصر منفتحة على أي أفكار أو تعديلات للاتفاق الإطاري بما يخدم مبدأ التوافق”، موضحاً أن القاهرة تشارك بفاعلية في العملية التشاورية المعروفة بصيغة (3+4)، التي انطلقت مؤخراً في بوروندي وتضم دولاً لم توقّع أو تصدّق على الاتفاق إلى جانب دول وقّعت وصدّقت عليه.
وأشار إلى أن الجلسة التشاورية الأخيرة أسفرت عن توافق حول أهمية استمرار العملية، وإمكانية إضافة بروتوكولات جديدة تضمن مراعاة مخاوف دول المصب (مصر والسودان) إلى جانب مخاوف بقية دول الحوض.
وشدد الوزير المصري على أن الأمن المائي لمصر “تهديد وجودي يمس بشكل مباشر الأمن القومي”، مؤكداً أن اعتماد مصر الكامل على مياه نهر النيل يجعل أي محاولة لإحداث ضرر أو مساس بحصتها أمراً غير مقبول.
وأضاف: “القاهرة تلتزم التزاماً كاملاً بالقانون الدولي المُنظم للأنهار الدولية، لكنّها في الوقت ذاته لن تقبل بأي إجراءات أحادية من شأنها الإضرار بحقوقها التاريخية أو مصالح شعبها”.
ولفت عبدالعاطي إلى أن مصر لا تواجه إشكاليات مع دول حوض النيل، مؤكداً أن علاقاتها معهم تقوم على التعاون والشراكة التنموية، باستثناء دولة واحدة في حوض النيل الشرقي – في إشارة واضحة إلى إثيوبيا – بسبب ما وصفها بـ”سياساتها الأحادية في ملف السدود والمياه”.
من جانبه، أكد وزير خارجية جنوب السودان عمق العلاقات الاستراتيجية بين بلاده ومصر، واصفاً زيارته للقاهرة بأنها “تاريخية وخاصة”.
وقال إن جنوب السودان ينظر إلى مصر باعتبارها “وطناً ثانياً”، مشيراً إلى أنه نقل رسالة خاصة من الرئيس سلفا كير ميارديت إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأضاف أن لقاءاته مع المسؤولين المصريين تناولت سبل تعزيز التعاون الثنائي، خاصة في المجالات الأمنية والخدمية، مؤكداً التزام جوبا بمواصلة التنسيق والعمل المشترك لما فيه مصلحة الشعبين.
تقرير البنك الدولي يصنف الاقتصادات العربية وفقاً لدخل الفرد
