بدأت تونس تفكيك “فندق البحيرة” الشهير، بعد فشل محاولات المجتمع المدني للحفاظ عليه، ويمثل الفندق المهجور منذ عام 2000 إرثاً معمارياً نادراً، لكن الشركة الليبية المالكة قررت الهدم.
بعد صراع طويل استمر لسنوات، بدأت أخيراً عملية تفكيك “فندق البحيرة” في تونس، ذلك الصرح المعماري الفريد ذي الشكل الهرمي المقلوب الذي كان شاهداً على حقبة مهمة من تاريخ البلاد.
جاءت نهاية المبنى الذي ظل شامخاً منذ عام 1973، بعد أن فشلت حملات نشطاء المجتمع المدني في إنقاذه من مصير الهدم.
الشركة الليبية المستثمرة التي استحوذت على العقار عام 2011، تذرعت بتقادم أسس البناية لتبدأ عملية التفكيك، متجاهلة النداءات التي طالبت بالحفاظ على هذا الإرث المعماري النادر.
وفي الأيام التي سبقت الهدم، توافد السياح والتونسيون إلى موقع الفندق لالتقاط الصور التذكارية الأخيرة مع المعلم الذي كان يوماً ما جزءاً من هوية العاصمة التونسية، إلى جانب برج “نزل إفريقيا” و”نزل الهناء” الذي يعاني أيضاً من الإهمال.
وصمم المهندس الإيطالي رافايل كونتيجاني هذا الصرح الذي ضم أكثر من 400 غرفة نوم موزعة على 10 طوابق، ممثلاً نموذجاً فريداً لتيار “العمارة القاسية” الذي ساد في النصف الثاني من القرن العشرين.
وكان الفندق يمثل أحد الأمثلة القليلة في العالم للهندسة المعمارية العكسية، مما منحه قيمة تراثية استثنائية.
انقسم التونسيون بين مؤيد للهدم باعتبار المبنى قد أصبح متهاوياً ومهجوراً منذ عام 2000، وبين رافض يرى فيه جزءاً من الذاكرة الجماعية وإرثاً معمارياً نادراً يجب الحفاظ عليه.
تبقى عملية الهدم هذه شاهدة على التحدي الذي تواجهه العديد من المدن العربية في التوفيق بين متطلبات التطوير العمراني والحفاظ على التراث المعماري الذي يشكل هويتها التاريخية والثقافية.
ليبيا.. حكومة الدبيبة تسعى لتعزيز تحالفاتها الإقليمية عبر دمشق
