وثائق حديثة تم الكشف عنها تظهر أن الفاتيكان قاد في الثمانينيات جهوداً دبلوماسية للتوسط بين ليبيا والدول الغربية بهدف تسوية الأزمة الناجمة عن تفجير طائرة بان أم فوق لوكربي، بقيادة البابا يوحنا بولس الثاني.
وأقدمت هذه الجهود على إقناع الأطراف بإزالة العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا بعد أن وجهت لها اتهامات بالضلوع في التفجير.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “إندبندنت”، واجهت هذه المساعي تحديات كبيرة، بما في ذلك رفض ليبيا تسليم المشتبه بهم والضغوط الدولية المتزايدة، والعقبات التي حالت دون إحراز تقدم ملموس خلال تلك الفترة.
كما تبين الوثائق أن وزارة الخارجية البريطانية حرصت على توجيه سفيرها لدى الفاتيكان لتأكيد وجهة نظر بريطانيا حول تفجير لوكربي أثناء التحضير لزيارة الأسقف توران لليبيا، مشددة على الردود الضرورية للحجج المتوقعة حول العقوبات وأسباب عدم التسليم.
وتوفر هذه الوثائق فهما عميقا للديناميكيات الدبلوماسية خلال تلك الفترة وتشير إلى أن الأزمة استمرت عدة سنوات حتى تم التوصل لتسوية في 2003، حيث وافقت ليبيا على تسليم المتهمين ودفع تعويضات لعائلات الضحايا، ما أنهى سنوات من العزلة الدبلوماسية.
وقضية لوكربي تتعلق بتفجير طائرة بان أم رحلة 103 فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية في ديسمبر 1988، والذي أسفر عن مقتل 270 شخصا.
وفرضت العقوبات الدولية على ليبيا نتيجتها، ما أدى إلى خسائر اقتصادية قُدرت بمليارات الدولارات، وأثرت على القطاعات الحيوية، حيث انخفضت صادرات النفط بشكل كبير، وتراجعت الاستثمارات الأجنبية، وتدهورت البنية التحتية والخدمات الأساسية، وتفاقمت معاناة المواطنين الليبيين.
المنتدى النسائي الأوراسي يدعو لحماية المرأة في مناطق الصراعات