15 ديسمبر 2025

قررت الإدارة الأميركية إنهاء العمل ببرنامج الحماية المؤقتة الذي كان يمنح آلاف الإثيوبيين المقيمين في الولايات المتحدة وضعا قانونيا يسمح لهم بالبقاء، في خطوة أثارت موجة انتقادات واسعة وتساؤلات حول توجهات سياسة الهجرة الأميركية.

وأعلن وزير الأمن الداخلي الأميركي، كريستي نوم، أن القرار يلزم نحو خمسة آلاف إثيوبي بمغادرة البلاد خلال مهلة لا تتجاوز 60 يوما، محذرا من أن عدم الالتزام بالمغادرة الطوعية سيعرّض المعنيين للاعتقال والترحيل القسري.

وبررت السلطات الأميركية هذا الإجراء باعتبار أن الأوضاع الأمنية في إثيوبيا لم تعد تشكل خطرا كبيرا على العائدين، مشيرة إلى اتفاقات سلام أبرمت خلال السنوات الأخيرة، من بينها وقف إطلاق النار في إقليم تيغراي عام 2022، واتفاق آخر في إقليم أوروميا نهاية عام 2024.

في المقابل، لا تزال وزارة الخارجية الأميركية تصنف إثيوبيا وجهة غير آمنة، وتحذر مواطنيها من السفر إليها بسبب استمرار أعمال العنف المتفرقة، والاضطرابات الداخلية، إضافة إلى مخاطر الإرهاب والخطف.

ويأتي القرار في إطار حملة أوسع تتبناها إدارة الرئيس دونالد ترامب لإلغاء برامج الحماية المؤقتة عن مئات الآلاف من رعايا دول أخرى، من بينها هايتي وفنزويلا والصومال وجنوب السودان، ضمن تشديد شامل لإجراءات الهجرة.

وأثار هذا التوجه ردود فعل غاضبة، خصوصا في ظل تصريحات حديثة للرئيس الأميركي تضمنت انتقادات حادة للمهاجرين، إلى جانب إرسال تعزيزات إضافية من عناصر وكالة الهجرة والجمارك إلى بعض الولايات، وعلى رأسها مينيسوتا.

وزاد الجدل حدة مع إعلان الإدارة فتح برنامج خاص لإعادة توطين لاجئين من جنوب إفريقيا من ذوي الأصول الأفريكانية البيضاء، بدعوى تعرضهم للتمييز، وهي خطوة قوبلت برفض رسمي من حكومة جنوب إفريقيا، كما لاقت اعتراضات من داخل المجتمع الأفريكاني نفسه.

وعرضت السلطات الأميركية على المشمولين بالقرار خيار المغادرة الطوعية مقابل ما وصفته بـتذكرة سفر مجانية ومكافأة مالية تصل إلى ألف دولار، تقدم عبر تطبيق إلكتروني مخصص لهذا الغرض.

غير أن خبراء ومنظمات حقوقية حذروا من أن هذه السياسة تضع آلاف العائلات أمام أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة، بين العودة إلى مناطق لا تزال غير مستقرة أو مواجهة إجراءات الترحيل القسري.

“سبايس اكس” تطلق أقماراً صناعية تجسسية أمريكية جديدة

اقرأ المزيد