05 ديسمبر 2025

في قلب صحراء الفيوم على بعد نحو 150 كيلومترا جنوب غرب القاهرة، يقف وادي الحيتان شاهدا على تحول الأرض من بحر إلى صحراء، بعدما كان قبل أكثر من 37 مليون عام جزءا من محيط عميق يعرف بـ”بحر تيثس”.

ويعد الوادي من أغنى المواقع في العالم بحفريات الحيتان القديمة، وصنفته منظمة اليونسكو عام 2005 موقعا للتراث العالمي، تقديرا لقيمته العلمية الفريدة في توثيق تطور الكائنات البحرية.

ويقول خبير التراث الطبيعي، محمد سامح، الذي أشرف على إدارة الموقع لسنوات، إن وادي الحيتان “يضم مجموعة من الهياكل العظمية النادرة التي توضح انتقال الحيتان من الحياة البرية إلى المائية”.

ومن أبرز ما تم اكتشافه حوت الباسيلوسورس إيزيس، وهو الأضخم في المنطقة، ويُعرض في متحف الحفريات وتغير المناخ الذي افتتح عام 2016 داخل الوادي.

ويتميز المتحف بأنه الأول من نوعه عالميا الذي يربط بين علوم الحفريات ودراسة المناخ القديم، ويضم أكثر من 190 حفرية لكائنات بحرية كانت تعيش في المنطقة حين كانت مغمورة بالمياه.

وخلال النهار، يستقطب الوادي الزوار والسياح المهتمين بالطبيعة والجيولوجيا، حيث تنتشر تكوينات صخرية فريدة وصخور نحتتها الرياح على مدار قرون طويلة، إلى جانب نشاطات التخييم والتزلج على الرمال.

أما ليلا، فتتحول المنطقة إلى واحدة من أنقى بقاع العالم لرصد النجوم بفضل خلوها من التلوث الضوئي، ما يجعلها مقصدا لعشاق الفلك ومحبي السمر في الهواء الطلق.

ويقول الخبير السياحي سيد الشورة إن وادي الحيتان “أصبح ركيزة أساسية في خريطة السياحة البيئية بمحافظة الفيوم، إلى جانب مواقع أخرى مثل قصر قارون ووادي الريان”، مشيرا إلى أن “المنطقة تجذب آلاف الزوار سنويا بفضل توازنها بين المتعة والاكتشاف العلمي”.

كما يعتبر الوادي موطنا لعدد من الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، مثل ثعلب الفنك والغزال الأبيض وبعض أنواع الصقور المهاجرة، ما يعزز قيمته البيئية الفريدة.

وفي عام 2018، أدرجه الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) ضمن القائمة الخضراء للمحميات الطبيعية، ليؤكد مكانته كأحد أكثر المواقع حمايةً وتنظيمًا في العالم.

مصر تكشف عن حقيقة تضرر سفارتها في الخرطوم

اقرأ المزيد