05 ديسمبر 2025

طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات التونسية بإنهاء ما وصفته بـ”الانحراف الخطير في مسار العدالة” المرتبط بقضية التآمر على أمن الدولة، معتبرة أن الملف أصبح أداة لإسكات الأصوات المنتقدة وإحكام السيطرة على المعارضة.

وقالت المنظمة في بيان صدر أمس الجمعة إن محكمة تونسية ستنظر في 17 نوفمبر الجاري، في استئناف أحكام ثقيلة صدرت بحق 37 متهما خلال شهر أبريل الماضي، في قضية تعتبرها المنظمة “مسيسة” منذ بدايتها.

وأشارت إلى أن أربعة من المعتقلين يواصلون إضرابهم عن الطعام، أحدهم تعرّض، وفق فريق دفاعه إلى اعتداء جسدي داخل السجن.

ويواجه المتهمون اتهامات تتعلق بـ”التآمر لزعزعة استقرار الدولة” بموجب القانون الجزائي وقانون مكافحة الإرهاب لعام 2015، إلا أن هيومن رايتس ووتش أكدت أن مراجعتها للمستندات القضائية كشفت عن “غياب أي أدلة موثوقة” يمكن أن تبرر هذه الاتهامات، داعية القضاء التونسي إلى نقض الأحكام والإفراج الفوري عن الموقوفين.

وأشارت المنظمة أيضا إلى أن الضغوط لم تقتصر على المتهمين، بل امتدت إلى هيئة الدفاع نفسها، حيث اعتقل المحامي أحمد صواب في 21 أبريل بتهم مرتبطة بالإرهاب و”نشر معلومات كاذبة” عقب تصريحاته التي شكّك فيها باستقلالية القضاء، وحكم عليه لاحقا بالسجن خمس سنوات وثلاث سنوات من المراقبة الإدارية، في جلسة لم تستغرق سوى دقائق دون الاستماع إلى مرافعات الدفاع.

وشددت هيومن رايتس ووتش على أنّ تونس، بصفتها طرفاً في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان، ملزمة دولياً باحترام حرية التعبير والتجمع وضمان الحق في محاكمة عادلة ومنع الاعتقال التعسفي.

ووصف نائب مديرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، بسام خواجا، القضية بأنها “عمل مسرحي”، لافتا إلى أن الإجراءات القضائية افتقدت لمبادئ المحاكمة العادلة، وأن الاتهامات التي طالت النشطاء والمعارضين “لا تعتمد على أي أساس قانوني سليم”.

واختتم خواجا بالقول إن على الشركاء الدوليين لتونس “رفع صوتهم ضد هذا الانتهاك الصارخ للقانون”، وحثّ السلطات على وقف الحملة القمعية الجارية، وإلغاء الإدانات، واحترام التزاماتها الحقوقية.

وكانت المحكمة الابتدائية في تونس العاصمة، أدانت في 19 أبريل الماضي مجموعة واسعة تضم معارضين للرئيس قيس سعيّد ومحامين وباحثين، بأحكام تراوحت بين 4 و66 عاما، بعد ثلاث جلسات فقط، في وقت ما تزال قضية ثلاثة متهمين آخرين معلّقة أمام محكمة التعقيب.

اعتداء عنصري على طفل تونسي في إسطنبول يثير غضباً واسعاً (فيديو)

اقرأ المزيد