05 ديسمبر 2025

أفاد خبراء مصريون أن تصريحات وزارة الداخلية بشأن ارتباط “حسم” بالإخوان في تركيا لن تعرقل العلاقات المصرية-التركية المتطورة، حيث تركز الدولتان على قضايا استراتيجية أهم. جاء ذلك بعد مداهمة لوكر للحركة.

أكد خبراء مصريون أن الإشارة الواردة في بيان وزارة الداخلية المصرية حول ارتباط مخطط “إرهابي” لحركة “حسم” بعناصر “الإخوان المسلمين” في تركيا، لن تشكل عائقاً أمام التطور المستمر للعلاقات بين البلدين، مشيرين إلى أن القاهرة وأنقرة تتعاملان حالياً مع قضايا استراتيجية أكثر عمقاً.

وكانت وزارة الداخلية المصرية قد أعلنت الأحد عن مداهمة وكر لحركة “حسم”، الجناح العسكري لجماعة “الإخوان”، حيث كشف البيان عن تخطيط قيادات الحركة في تركيا لتنفيذ عمليات عدائية تستهدف المنشآت الأمنية والاقتصادية في مصر.

وأشار البيان إلى أن الحركة أعدت مقطع فيديو يظهر تدريبات عناصرها في منطقة صحراوية بإحدى الدول المجاورة، دون تحديد اسمها.

وأوضح اللواء محمد عبد الواحد، مستشار الأمن القومي والعلاقات الدولية، أن ذكر تركيا في البيان جاء “عرضياً” لإثبات حقيقة وجود عناصر من الجماعة على أراضيها، مؤكداً أن العلاقات الثنائية “طيبة جداً” ولم يعد ملف “الإخوان” يؤثر فيها.

كما أشار إلى أن الإشارة قد تكون نوعاً من الضغط لإتمام عملية تسليم بعض العناصر المطلوبة.

ومن جانبه، رأى كرم سعيد، نائب رئيس تحرير “مجلة الديمقراطية” والباحث في الشؤون الإقليمية، أن ملف “الإخوان” لم يعد يشكل ضغطاً على العلاقات المصرية-التركية، حيث تحكم البلدين الآن مصالح استراتيجية أكبر، خاصة فيما يتعلق بالوضع في ليبيا وتسوية ملف غاز شرق المتوسط.

وشهدت العلاقات بين البلدين تحسناً ملحوظاً منذ مصافحة الرئيسين عبد الفتاح السيسي ورجب طيب أردوغان خلال افتتاح كأس العالم في قطر 2022، حيث توج هذا التقارب بزيارتين متبادلتين للرئيسين في 2024، مما أرسى أساساً جديداً للتعاون الثنائي.

وأيد الدكتور بشير عبد الفتاح، الباحث في العلاقات الدولية، هذا التوجه، مؤكداً أن البلدين اتفقا على “فصل المسارات” وعدم السماح لملف “الإخوان” بالتأثير على تطور العلاقات، معتبراً أن تركيا تتفهم الإجراءات المصرية ضد “حسم” وتقدر المصالح الاستراتيجية المشتركة.

ويذكر أن العلاقات المصرية-التركية شهدت توتراً حاداً بعد عام 2013 بسبب دعم أنقرة لجماعة “الإخوان”، قبل أن تبدأ مرحلة جديدة من التطبيع في 2021، عندما طالبت تركيا القنوات الموالية للجماعة بوقف بثها “التحريضي” من أراضيها.

لافروف يؤكد ضرورة تفادي تكرار السيناريو الليبي في سوريا

اقرأ المزيد