أثار هدم قصر “إسكندر باشا”، المعروف شعبياً باسم “القصر الأحمر”، في مدينة المنصورة شمال مصر، موجة واسعة من الانتقادات نظراً لقيمته المعمارية والتاريخية، فيما سارعت السلطات الرسمية لتوضيح أسباب القرار.
وتفجّر الجدل على منصات التواصل الاجتماعي بعد مطالبات خبراء أثريون ومثقفين بالحفاظ على القصر، مؤكدين أنه “تم تشييده منذ نحو 100 عام على غرار قصر البارون بالقاهرة، لاسيما لونه الأحمر وطرازه القوطي المميز”، ويحتوي على برج لافت للنظر وسقف مخروطي مغطى بالقرميد، وكان مدرجاً ضمن قائمة التراث الحضاري للمباني المصرية التي يُنصح بالحفاظ عليها.
وأصبح القصر منذ تسعينيات القرن الماضي ملكية خاصة، وسعى الملاك الجدد إلى إخراجه من قائمة التراث لهدمه وبناء عمارة سكنية حديثة، بينما تحول المبنى المهجور إلى “مكب للنفايات” و”وكر لمتعاطي المخدرات”، بحسب نشطاء.
ومن جانبها، أكدت محافظة الدقهلية أن هدم العقار الواقع بشارع أتابك نور الدين جاء “تنفيذاً لأحكام القانون”، مشيرة إلى أنه “ليس أثراً تاريخياً أو وجهة سياحية، وإنما تحول إلى مصدر خطر يهدد أمن وسلامة المواطنين”.
وأوضحت المحافظة أن العقار كان مدرجاً سابقاً ضمن المباني ذات الطراز المعماري المتميز بموجب قرار وزير الإسكان رقم 236 لسنة 2016، إلا أن القرار طُعن عليه قضائياً، وصدر حكم في ديسمبر 2022 بوقف تنفيذه استناداً إلى تقرير خبراء أكد أن المبنى “مجرد تقليد للطراز المعماري في فترة إنشائه، ولا يمثل حقبة تاريخية معينة، ولا يعد مزاراً سياحياً”.
وبناءً على الحكم، أصدرت وزارة الإسكان القرار الوزاري رقم 661 لسنة 2025 بحذف العقار من كشوف الحصر، كما عرض المبنى على لجنة المنشآت الآيلة للسقوط التي قررت إزالته بالكامل نظراً لخطورة حالته الإنشائية، وتم ترخيص الهدم بعد استيفاء جميع الإجراءات القانونية.
وأكدت محافظة الدقهلية أن جميع الإجراءات تمت وفق القانون والتقارير الفنية المعتمدة، بهدف الحفاظ على سلامة المواطنين ومنع أي مخاطر محتملة، مشددة على “التزامها بالشفافية وإطلاع الرأي العام على الحقائق، وعدم الالتفات لأي معلومات غير دقيقة تُتداول حول العقار”.
المدرب السابق للمنتخب المصري يتصدر قائمة الأفضل عالميا كمساعد مدرب
