05 ديسمبر 2025

رتل عسكري تابع للقوات المسلحة المالية تعرّض لهجوم مباغت شنّته عناصر من حركة تحرير أزواد بالتحالف مع مقاتلي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة، وذلك أثناء تحركه شمال البلاد قرب كيدال وأنفيس.

وبحسب بيان صادر عن حركة أزواد، فإن الهجوم أسفر عن مقتل جميع أفراد الرتل العسكري والاستيلاء على الآليات والعتاد، في حين اكتفت السلطات المالية بتأكيد وقوع اشتباكات عنيفة دون الإفصاح عن حصيلة الخسائر.

وأوضحت الحركة أن الرتل المستهدف، المكوَّن من أربع آليات بينها عربة مدرعة، تحرّك صباح الاثنين من كيدال في اتجاه أنفيس قبل أن يقع في الكمين الذي نفّذه مقاتلو التنظيمين، وأضاف البيان أن القوات الجوية المالية ردّت بضربة نفّذتها طائرة مسيّرة، إلا أنها أخطأت أهدافها وفق رواية الحركة.

كما أشارت حركة أزواد إلى أن الجيش استخدم لاحقاً مروحية هجومية قصفت مواقع المقاتلين، لكنها تعرضت لنيران مضادة اضطرّتها للانسحاب والهبوط اضطرارياً في مطار كيدال العسكري.

ويثير الهجوم المشترك تساؤلات حول التقارب الميداني بين التنظيمين، إذ تختلف دوافعهما وأهدافهما على الرغم من تنسيقهما العسكري في هذا الهجوم، فحركة تحرير أزواد تحمل توجّهاً انفصالياً وتسعى منذ عقود إلى إقامة دولة مستقلة في شمال مالي، وكانت قد وقّعت اتفاقاً سابقاً مع الحكومة المركزية، أما جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، فهي تنظيم جهادي يهدف إلى فرض الشريعة الإسلامية وتطبيقها في منطقة الساحل والصحراء بغرب إفريقيا، وترفض أي حوار مع السلطات المالية.

وتتباين أيضاً أساليب عمل كل من الطرفين، حيث يركّز تنظيم نصرة الإسلام على عمليات خطف المدنيين واحتجاز الرهائن بهدف الضغط على الحكومة وتحقيق مكاسب سياسية ومادية، في حين تتجنب حركة أزواد استهداف المدنيين أو تنفيذ عمليات اختطاف مقابل الفدية.

ويأتي هذا الهجوم ليؤكد استمرار هشاشة الوضع الأمني في شمال مالي، رغم الجهود الدولية والمحلية الرامية إلى احتواء التهديدات المتصاعدة من الجماعات المسلحة والانفصالية في المنطقة.

مالي.. مقتل 9 أشخاص في مأساة جديدة بمناجم الذهب

اقرأ المزيد