هانيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، دخل المستشفى مجددا بعد تدهور حالته الصحية على خلفية إضراب جديد عن الطعام بدأه احتجاجا على ظروف احتجازه في لبنان، في وقت تصاعد فيه قلق أسرته وتكثفت مناشداتها للسلطات الليبية من أجل التحرك الفوري لإنهاء معاناته.
ونقلت صحيفة “ذا تنزانيان تايمز” الناطقة بالإنجليزية، في تقرير استقصائي حديث، تفاصيل مقلقة بشأن الوضع الصحي للقذافي الابن، مشيرة إلى أنه نقل إلى المستشفى بعد أن دخل في إضراب عن الطعام احتجاجا على ما وصفته أسرته بـ”الإهمال المستمر والاحتجاز غير المشروع”.
وأكدت العائلة أن الحالة الصحية لهانيبال تتدهور بشكل متسارع، متهمة السلطات اللبنانية بتجاهل كل عروض التعاون المقدمة من الحكومة الليبية.
ويقبع هانيبال في السجون اللبنانية منذ عام 2015، عقب اختطافه من سوريا وتسليمه إلى بيروت، حيث تحتجزه السلطات على خلفية ما يعرف بقضية اختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا عام 1978، وهي قضية تعود إلى أكثر من أربعة عقود، وكان حينها لا يزال في سن الثانية من عمره، ما يثير علامات استفهام قانونية كبيرة حول شرعية اعتقاله.
وتؤكد الأسرة أن ملف القضية يخلو من أي تهم مباشرة أو محاكمة عادلة، مشددة على أن استمرار توقيفه لأكثر من تسع سنوات دون محاكمة يشكل “انتهاكًا صارخًا للعدالة وحقوق الإنسان”.
وفي السياق ذاته، طالب نشطاء وحقوقيون ليبيون بضرورة تدخل رسمي عاجل من قبل السلطات في طرابلس وبنغازي على حد سواء، لتأمين الإفراج عن هانيبال القذافي، ووقف ما وصفوه بـ “المسلسل السياسي البائس” الذي يتعرض له.
وتزايدت الدعوات داخل ليبيا مؤخرا لفتح تحقيق رسمي حول كيفية احتجازه، والمطالبة بتدويل قضيته عبر القنوات الحقوقية الدولية، في ظل غياب أي إجراء قانوني يبرر استمرار اعتقاله.
ويأتي هذا التصعيد في وقت لا تزال فيه العلاقات الليبية اللبنانية تشهد فتورا واضحا، إذ لم تصدر الحكومة اللبنانية أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن الوضع الصحي لهانيبال أو الاستجابة للمطالبات الليبية، ما يعمّق حالة الاحتقان ويزيد من حجم الانتقادات الموجهة إلى بيروت بشأن هذا الملف الشائك.
“رصد” توثق 589 انتهاكاً في ليبيا خلال 2024
