21 ديسمبر 2024

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً يكشف عن توسع الإمارات في حملة سرية لدعم قوات الدعم السريع في السودان، وذلك عبر غطاء الهلال الأحمر لنقل الأسلحة والطائرات بدون طيار إلى القوات المتناحرة.

ووصفت الصحيفة هذا الدور بأنه مزدوج، حيث تُظهر الإمارات نفسها كداعمة للسلام في العلن، بينما تقوم سراً بتأجيج النزاع العسكري.

وأوضحت الصحيفة أن الإمارات تدعم قوات الدعم السريع بالأسلحة والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى الأموال.

واستند التقرير إلى معلومات من مسؤولين ومذكرات دبلوماسية، بينما أظهر تحليل لصور الأقمار الصناعية أدلة على هذا الدعم المستمر، مما يساهم في تعزيز قدرات قوات الدعم السريع في مواجهة الجيش السوداني.

وكشفت الصحيفة أن الإمارات تعتمد على الهلال الأحمر كواجهة لإخفاء دعمها العسكري لقوات الدعم السريع.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية وجود تجهيزات عسكرية تشمل حظائر للطائرات ومحطات تحكم للطائرات بدون طيار في مطار عسكري قريب من الحدود التشادية، وهو ما يؤكد استمرار تهريب الأسلحة باستخدام هذه الواجهة الإنسانية.

وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن الإمارات زودت قوات الدعم السريع بطائرات بدون طيار من طراز “وينغ لونغ 2″، التي تُستخدم في مراقبة الأهداف وتوجيه الهجمات.

وأظهرت الصور الفضائية أن الطائرات تُطلق من قاعدة عسكرية أنشأتها الإمارات في تشاد، ما يعزز قوة قوات الدعم السريع في المعارك ضد الجيش السوداني.

وناقشت الولايات المتحدة مع الإمارات مسألة وقف دعمها لقوات الدعم السريع، وواجهت القيادة الإماراتية بمعلومات استخباراتية تُثبت تورطها في تهريب الأسلحة.

وأثارت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، هذه القضية مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد خلال لقائهما في ديسمبر الماضي.

وتُظهر الإمارات في العلن نفسها كداعم رئيسي للسلام والمساعدات الإنسانية، وقدمت 230 مليون دولار كمساعدات إنسانية ووزعت 10 آلاف طن من الإمدادات، وشاركت أيضاً في محادثات السلام التي قادتها الولايات المتحدة، مما يعزز صورتها كقوة إيجابية على الصعيد الدولي.

وأغضبت تصرفات الإمارات العديد من منظمات الإغاثة، التي ترى أن المساعدات الإنسانية تُستخدم كغطاء لأنشطتها العسكرية.

ووصف جيريمي كونينديك، رئيس منظمة اللاجئين الدولية، الإمارات بأنها تسعى لتحقيق مكاسب عسكرية بينما تظهر في العالم كداعم للسلام.

وأشارت الصحيفة إلى تورط الإمارات في تقديم الدعم لقوات الدعم السريع عبر المرتزقة والأسلحة وفي الوقت نفسه، قدمت السعودية دعماً مالياً للجيش السوداني، مما ساعده على شراء طائرات بدون طيار إيرانية.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن الإمارات تواجه ضغوطاً دولية للتخلي عن دعمها لقوات الدعم السريع، في ظل تزايد الأدلة التي تشير إلى دورها في تأجيج النزاع السوداني.

الجيش السوداني يستعيد السيطرة على مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان

اقرأ المزيد