القوات المسلحة النيجيرية تقتل 95 عنصراً من “قطاع الطرق” في غارات واشتباكات بولاية نيجر شمال غربي البلاد، حسب تقرير ميداني للأمم المتحدة اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية.
وتنشط هذه العصابات الإجرامية في المناطق الريفية النائية، حيث استغلت الفقر والإهمال الحكومي لتوسيع نفوذها، عبر مهاجمة القرى ونهبها وحرقها، وفرض “ضرائب” على السكان، بالإضافة إلى عمليات اختطاف مقابل فدية مالية، وتكثف القوات الجوية والبرية النيجيرية جهودها لمواجهة هذه العصابات التي أصبحت تهديداً أمنياً كبيراً في شمال البلاد.
وأفاد التقرير بأن الاشتباكات التي وقعت يوم الثلاثاء قرب قريتي وراري وراغادا في منطقة ريجاو، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 95 عنصراً من قطاع الطرق، بينما أُصيب جندي واحد فقط في العملية، وفقاً لبيان رسمي صادر عن القوات المسلحة.
وأشار البيان إلى أن القوات اشتبكت مع “إرهابيين” في معركة مسلحة وتمكنت من تصفية عدد منهم، في موقف يعكس تحولاً في استراتيجية الجيش الذي كان سابقاً يميل إلى الإعلان السريع والمبالغ في حجم انتصاراته، لكنه أصبح أكثر تحفظاً في نشر تفاصيل عملياته لمنع تسرب معلومات قد تساعد الجماعات المسلحة على التكيف مع تحركاته.
وتنتشر عصابات قطاع الطرق في غابات شاسعة تمتد عبر ولايات زمفارا وكاتسينا وكادونا والنيجر، في منطقة تحولت من نزاعات تقليدية بين الرعاة والمزارعين إلى صراع أوسع تغذيه تجارة الأسلحة وانتشار العنف، ما أدى إلى توسع رقعة النزاع من الشمال الغربي نحو وسط نيجيريا الشمالي.
ويشهد المشهد الأمني تعقيداً إضافياً بسبب تنسيق جزئي بين هذه العصابات والجماعات الجهادية التي تخوض تمرداً مسلحاً في شمال شرق البلاد منذ نحو 16 عاماً، ما أدى إلى تصاعد وتيرة الهجمات والعنف بشكل عام.
ورغم المكاسب التي حققها الجيش مؤخراً في الشمال الغربي بمساعدة القوات الجوية، تستمر العمليات العسكرية وسط تحذيرات من سقوط ضحايا مدنيين جراء الغارات الجوية، حيث تشير تقارير إلى مقتل مئات المدنيين خلال السنوات الماضية.
وسجلت الفترة بين 2018 و2023 ارتفاعاً في عدد القتلى جراء هجمات قطاع الطرق مقارنة بالجماعات الجهادية، وفق بيانات منظمة “أكليد” المتخصصة في مراقبة النزاعات.
وتشهد بعض الولايات هجمات متكررة، ففي الأسبوع الماضي قتل قطاع طرق تسعة مزارعين في هجوم خارج قرية جانجيبي بولاية زمفارا، واختطفوا نحو 15 آخرين، بينما قُتل ما لا يقل عن 150 عنصراً من العصابات في كمين نفذته القوات النيجيرية في ولاية كبي شمال غربي البلاد، بحسب مسؤول محلي.
وتستمر نيجيريا في مواجهة تحديات أمنية معقدة في مناطق متعددة، حيث تتداخل الصراعات الإجرامية مع التمردات المسلحة، مما يستدعي جهوداً عسكرية وأمنية مكثفة لاحتواء هذا العنف المتصاعد.
مقتل 51 شخصاً في هجوم مسلح بولاية بلاتو شمال نيجيريا
