أعلنت الحكومة النيجيرية بدء مشاورات رسمية مع السلطات الليبية من أجل إعادة المهاجرين النيجيريين المحتجزين في السجون ومراكز الاعتقال داخل ليبيا، وذلك عقب موجة انتقادات في مجلس الشيوخ النيجيري بشأن أوضاع مواطنيها هناك وما يتعرضون له من انتهاكات ومعاملة غير إنسانية.
وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية النيجيرية، كيميبي إيبينفا، أن المشاورات جارية حاليا مع الجانب الليبي لتأمين إطلاق سراح المحتجزين وإعادتهم إلى بلادهم بأمان، مؤكدا أن الحكومة “تتابع الملف باهتمام وتعكف على وضع خطة لإعادة كل النيجيريين العالقين في مراكز الاحتجاز”.
وأضاف إيبينفا أن وزارة الخارجية تحذر المواطنين، خصوصا الباحثين عن فرص عمل خارج البلاد، من الانجرار وراء عروض مشبوهة قد تقودهم إلى الاستغلال أو الهجرة غير النظامية، داعياً إلى التحقق من صحة ترتيبات السفر قبل مغادرة نيجيريا.
ومن جانبه، أكد المتحدث باسم الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ، مانزو إيزيكييل، أن عملية إجلاء النيجيريين من ليبيا “مستمرة منذ سنوات”، لكنها لا تكفي لمعالجة جذور الأزمة، موضحاً أن الوكالة بالتعاون مع اللجنة الوطنية للاجئين والمهاجرين والنازحين داخلياً تمكنت من إعادة مئات النيجيريين إلى وطنهم خلال العام الجاري.
ويأتي هذا التحرك بعد جلسة ساخنة في مجلس الشيوخ النيجيري الثلاثاء الماضي، انتقد خلالها المشرعون ما وصفوه بـ”محنة النساء والأطفال المحاصرين في السجون الليبية”، داعين الحكومة إلى التدخل العاجل.
وسلط النواب الضوء على حالات متكررة من الاتجار بالبشر والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مؤكدين أن ليبيا تحولت إلى معبر خطير للمهاجرين الأفارقة الساعين للوصول إلى أوروبا، وسط تفشي أنشطة العصابات وشبكات التهريب.
كما دعا البرلمان في اقتراح منفصل كلا من مصلحة الهجرة النيجيرية ودائرة السجون إلى التنسيق مع الجانب الليبي لتأمين إطلاق النساء النيجيريات وأطفالهن، مشيراً إلى أن العديد من هؤلاء الأطفال وُلدوا داخل مراكز الاحتجاز.
وفي ختام المناقشات، طالب مجلس الشيوخ الحكومة الفيدرالية بتبني برنامج شامل لإعادة دمج العائدين اجتماعيا واقتصاديا، مشيرا إلى أن نحو ألف نيجيري تمت إعادتهم من ليبيا خلال الربع الأول من عام 2025 فقط.
وتقدر السلطات النيجيرية عدد العالقين في ليبيا بنحو 7 آلاف شخص حتى عام 2025، بينما أظهرت تقارير سابقة وجود أكثر من 2000 محتجز في سجون خاصة منذ عام 2017، ما يعكس استمرار أزمة المهاجرين النيجيريين في الأراضي الليبية رغم الجهود الدبلوماسية الجارية بين البلدين.
ليبيا تواجه خطر انتشار جدري القرود مع تدفق المهاجرين غير الشرعيين
