نيجيريا تواجه تصعيداً أمنياً مع هجمات إرهابية متفرقة، يقابلها استنفار وعمليات عسكرية للجيش أسفرت عن إنقاذ مختطفين وإحباط هجمات، وسط تحديات معقدة تشمل الإرهاب وجرائم الخطف والنزاعات المحلية.
وأعلن الجيش النيجيري تحقيق سلسلة من النجاحات الأمنية خلال الأيام الماضية في مناطق الشمال الغربي والشمال الأوسط والشمال الشرقي، شملت تحرير رهائن، وإفشال هجمات إرهابية، وتنفيذ مداهمات استهدفت جماعات متطرفة وشبكات إجرامية.
وقالت مصادر عسكرية في قيادة أركان الجيش، في تصريحات لـ”وكالة الأنباء النيجيرية” (NAN)، إن القوات أنقذت 11 شخصاً مختطفاً، واستعادت أسلحة ومعدات خلال عمليات منسقة نُفذت ضمن عدد من الحملات العسكرية، من بينها عمليات “فإنسان ياما”، و”ميسا”، و”السلام الدائم”، و”ويرل ستروك”.
وبحسب المصادر، تمكنت قوات عملية “فإنسان ياما”، يوم الأربعاء، من تحرير سائقي شاحنتين كانا قد اختُطفا على طريق ماغامي–غوساو في منطقة مارو بولاية زامفارا، وذلك عقب مطاردة مكثفة أجبرت المسلحين على التخلي عن الرهائن أثناء انسحابهم.
وفي ولاية سوكوتو، أسهمت معلومات استخبارية قدمها سكان محليون في استعادة بندقية من طراز AK-47 كانت مخبأة في أرض زراعية بقرية غارين هيلو التابعة لمنطقة سابون بيرني، في مؤشر على تنامي دور المجتمعات المحلية في دعم الجهود الأمنية.
وفي إطار عملية “ميسا”، نجحت القوات، بالتعاون مع لجان الحراسة الشعبية، في إنقاذ تسعة مختطفين في ولايتي كوجي وكوارا، وشملت العملية تحرير ثلاثة مزارعين في مجتمع أوجييو إيغومي بمنطقة ديكينا بولاية كوجي، إلى جانب استعادة دراجة نارية، كما تم إطلاق سراح ستة قرويين اختُطفوا في قرية إيكوسين التابعة لمنطقة إيفيلودون بولاية كوارا، بعد مطاردة دفعت الخاطفين إلى الفرار وترك دراجتين ناريتين خلفهم.
وأكدت المصادر العسكرية أن الجهود ما تزال متواصلة لإنقاذ أربعة مختطفين آخرين جرى اختطافهم في منطقة أوا أونيري بإيفيلودون أثناء تنفيذ مشروع لشق طريق.
وفي تطور يعكس تصاعد قدرات الجماعات الإرهابية، أعلنت قيادة الجيش أن قوات عملية “هادين كاي” أحبطت هجوماً بطائرات مسيّرة استهدف القاعدة الأمامية المتقدمة في قرية ديلوا بمنطقة كوندوغا بولاية بورنو، المعروفة بكونها معقلاً لجماعتي “بوكو حرام” و”داعش – ولاية غرب إفريقيا”.
وأوضحت المصادر أن المسلحين استخدموا أربع طائرات مسيّرة مفخخة، إلا أن القوات تمكنت من تحييدها بنجاح، فيما لا تزال عمليات التمشيط جارية لتحديد موقع الإطلاق وتعقب منفذي الهجوم، بالتزامن مع استمرار العمليات الهجومية في القطاعات الثاني والثالث والرابع ضمن حملة “ديزرت سانيتي 4“.
وفي سياق متصل، نفذت قوات عملية “سيف هيفن” مداهمات استهدفت أوكاراً إجرامية وموقع تعدين غير قانوني في منطقتي رافين باونا وجبال غيرو بولاية بلاتو، وأسفرت عن توقيف ثلاثة مشتبهين، وضبط بندقية محلية الصنع، وذخيرة، ومولد كهربائي، ومعدات تُستخدم في أنشطة التعدين غير المشروع.
كما تمكنت قوات عملية “ويرل ستروك” من إنقاذ مختطف في منطقة يليواتا التابعة لمنطقة غوما بولاية بينو، بعد أن تخلى عنه الخاطفون فور رصد تحركات القوات، وكان الضحية قد اختُطف من متجره في منطقة غيدان وايا بولاية نصراوا.
وتأتي هذه العمليات في وقت لا تزال فيه أعمال العنف مستمرة، إذ قُتل ما لا يقل عن 12 عامل تعدين في هجوم نفذته مجموعة مسلحة مجهولة على موقع تعدين في منطقة راتوسو فان التابعة لمنطقة الحكم المحلي باركين لادي بولاية بلاتو.
وأفاد سكان محليون بأن الهجوم وقع ليل الثلاثاء، عندما اقتحم المسلحون الموقع وأطلقوا النار عشوائياً، ما أدى إلى حالة من الفوضى وفرار عدد كبير من العمال.
وأعلنت منظمة بيروم التعليمية والثقافية أن عدداً من الأشخاص لا يزال في عداد المفقودين، فيما أكد رئيس المنظمة دالانغ دافوت أن الحصيلة المؤكدة حتى الآن تبلغ 12 قتيلاً، دون صدور تأكيد رسمي من الشرطة حتى وقت إعداد التقرير.
وتعكس هذه التطورات تعقيد المشهد الأمني في نيجيريا، حيث تتداخل تهديدات الإرهاب في الشمال الشرقي مع جرائم الخطف والعصابات المسلحة في الشمال الغربي، إضافة إلى النزاعات المحلية والعنف المرتبط بالتعدين غير القانوني في ولايات الوسط.
ورغم النجاحات العسكرية المتكررة، يرى مراقبون أن التحدي الأبرز يتمثل في ضمان استدامة هذه المكاسب، وتعزيز التنسيق بين العمل العسكري والتنمية المحلية لمعالجة الجذور الاقتصادية والاجتماعية للصراع.
نيجيريا.. أمر رئاسي بالإفراج عن القاصرين المعتقلين وإسقاط تهم “الخيانة”
