دعا عدد من أعضاء البرلمان التونسي إلى مراجعة شاملة لمذكرة التفاهم الموقعة بين تونس والاتحاد الأوروبي، مؤكدين أن الاتفاق لم ينعكس إيجابا على واقع المواطنين، خصوصا في الملفات المرتبطة بالهجرة والتنمية.
وتقدم النواب بلائحة برلمانية شددوا فيها على ضرورة “إعادة تقييم المذكرة من جميع جوانبها، والتأكد من مدى التزامها بالأهداف المعلنة وتحقيقها لتحسين حياة التونسيين”.
وطالبت اللائحة بتعليق العمل بكل بند لم يثبت فعاليته أو لم يخدم المصلحة الوطنية، إلى حين استكمال عملية المراجعة.
كما دعت اللائحة إلى إعداد تقرير عاجل يوضح التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية للاتفاق على المواطنين، مع التأكيد على سيادة القرار الوطني ورفض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية، مع الحفاظ على احترام الالتزامات الدولية لتونس.
وأشار النواب إلى أنه، منذ توقيع المذكرة، لم يلحظ المواطنون سواء في المناطق الحدودية أو المدن الكبرى أي تحسن يذكر في ظروفهم، خصوصا المتأثرين مباشرة بمسارات الهجرة غير النظامية.
وشدد النواب على وجود مؤشرات تظهر تجاوز بعض المؤسسات الأوروبية للإطار الرسمي للتعاون، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى احترام السيادة التونسية.
وتأتي هذه التحركات البرلمانية في سياق سياسي متوتر، تزامنا مع تصريحات للرئيس قيس سعيد اتهم فيها البرلمان الأوروبي بـ“التدخل الصارخ في الشأن التونسي”، عقب تصويت غالبية أعضائه لصالح قرار يطالب بالإفراج عن عدد من المعتقلين في البلاد.
ووقعت تونس والاتحاد الأوروبي في يوليو 2023 مذكرة تفاهم تقوم على خمسة محاور أساسية تشمل الاستقرار الاقتصادي، الاستثمار، الطاقة الخضراء، دعم الشباب، والهجرة.
وتعهدت بروكسل بتقديم دعم مالي وتقني لتونس، من بينها مساعدات مباشرة للميزانية وبرامج للتدريب والتعليم.
غير أن الجانب المتعلق بالهجرة أثار أكبر جدل، إذ يمنح الأوروبيين مساحة أوسع لترحيل التونسيين وتعزيز مراقبة الحدود عبر تونس.
تونس.. إدانة 4 نساء بتهمة جمع توقيعات انتخابية مقابل المال
