يُعد ميناء بنغازي واحداً من أهم الموانئ البحرية في ليبيا، يقع على الساحل الشمالي الشرقي للبلاد على البحر الأبيض المتوسط، ويتميّز بموقع استراتيجي يجعل منه بوابة أساسية للتجارة والنقل البحري في شرق ليبيا. يمتد الميناء على مساحة واسعة تبلغ ملايين الأمتار المربعة، ويحتوي على العديد من الأرصفة التي تخدم قطاعات مختلفة من الشحن والتفريغ البحري.
كان ميناء بنغازي، قبل العام 2011، من المرافئ الرئيسية في البلاد، يخدم شحن واستقبال الحبوب والبضائع العامة ومواد الاستهلاك، كما يلعب دوراً اقتصادياً هاماً في دعم النشاط التجاري في المنطقة الشرقية.
مع اندلاع الحرب في ليبيا عام 2014، تعطلت أنشطة الميناء بسبب الاستقطابات المسلحة والمعارك في مدينة بنغازي، ما فرض توقفاً شبه كامل لحركة الملاحة البحرية.

بعد سيطرة القوات العربية الليبية المسلحة بقيادة المشير خليفة حفتر على الشرق الليب، وفرض الأمان أعيد فتح الميناء رسمياً في 2017 بعد نحو ثلاث سنوات من الإغلاق.
مشاريع التطوير والتوسعة
في السنوات اللاحقة، شهد ميناء بنغازي عدة مشاريع تطوير تهدف إلى تحديث بنيته الأساسية وتعزيز دوره الإقليمي:

1. مشروع تطوير الأرصفة والبنى التحتية
تم إطلاق مرحلة ثانية من مشروع تطوير ميناء بنغازي الدولي والذي يتضمن توسيع وتعزيز الأرصفة وتركيب معدات متقدمة لمناولة البضائع، بالإضافة إلى إنشاء مرافق لوجستية ومستودعات حديثة تهدف إلى زيادة القدرة الاستيعابية للميناء، وتحسين سرعة وكفاءة العمليات البحرية.

2. مشروع المنطقة الحرة (ميناء جليانة)
تُعدّ منطقة ميناء جليانة مشروعاً إستراتيجياً آخر يعكس طموحات ليبيا في تطوير الميناء ليصبح محوراً تجارياً إقليمياً، حيث من المقرر أن يشمل توسيعات كبيرة تشمل أرصفة جديدة ومناطق تخزين واسعة، ما سيعزز النشاط التجاري.

تطوير البنية الاقتصادية المحيطة
التطوير لا يقتصر فقط على أرصفة الميناء، بل يشمل أيضاً مشاريع عمرانية وبنية تحتية في المدينة والمناطق المحيطة؛ مثل تحسين الطرق، إنشاء مناطق خدمية، وتعزيز الارتباط اللوجستي بين الميناء ومدن أخرى.
ويشكل ميناء بنغازي عنصراً هاماً في إعادة بناء الاقتصاد الليبي، خصوصاً إذا ما وُفّقت جهود التنمية الرامية لتعزيز وظائفه كمركز لوجستي وتجاري في شرق المتوسط. قد يؤدي الانفتاح على الاستثمارات الأجنبية، وربط الميناء بشبكات نقل بحرية وبرية متطورة، إلى خلق فرص اقتصادية جديدة لليبيا ككل في المستقبل.
بشكل عام، يعتبر ميناء بنغازي، وما يشهده من عمليات تطوير مستمر واستقطاب للاستثمارات التي وجدت في الشرق الليبي مكاناً آمناً ومستقراً لاستثماراتها، دليلاً إضافياً على نهضة الشرق الليبي، الذي أعاد لليبيا موقعها الاستراتيجي والاقتصادي في القارة السمراء.
وفد من 38 شركة مصرية يصل إلى ليبيا استعداداً لإعادة الإعمار
