15 ديسمبر 2025

كشف لاجئون سودانيون في شمال شرق تشاد عن تعرض أموال مساعدات نقدية كانت مخصصة لهم للنهب على أحد الطرق المؤدية إلى مخيم تولوم، في حادثة أعادت تسليط الضوء على هشاشة الوضع الأمني والإنساني في المنطقة الحدودية.

وبحسب إفادات متطابقة، أوقفت مجموعة مسلحة سيارة كانت تنقل مبالغ مالية مخصصة للاجئين، وأطلقت النار على سائقها قبل أن تستولي على الأموال وتفر من المكان، دون أن تتمكن الجهات الأمنية من توقيف المتورطين.

وأثارت الحادثة حالة من الغضب والقلق داخل المخيم، في ظل اعتماد آلاف الأسر بشكل شبه كامل على تلك المساعدات لتأمين احتياجاتها الأساسية.

وقال أحد اللاجئين إن الواقعة حدثت في منطقة وادي السنط الواقعة بين بلدة أريبا ومخيم تولوم، في وقت كان فيه اللاجئون يستعدون لاستلام مستحقاتهم النقدية عن أشهر سابقة.

وأشار إلى أن توقف عملية الصرف ترك العائلات في مواجهة ظروف معيشية قاسية، خصوصاً مع محدودية مصادر الدخل داخل المخيمات.

وفي سياق متصل، أفاد لاجئون آخرون بأن الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ سجلت واقعة مشابهة خلال شهر أكتوبر الماضي، طالت مساعدات نقدية مقدمة بدعم من البنك الدولي على الطريق ذاته، دون الإعلان عن نتائج تحقيق أو ملاحقة للمتورطين.

وأوضحوا أن المبلغ المخصص لكل لاجئ يبلغ نحو 12 ألف فرنك إفريقي، وهو ما يشكل شريان حياة أساسيا للأسر المقيمة في المخيم.

وأكد لاجئون أن فترات الانتظار بين كل دورة صرف وأخرى تمتد أحياناً لعدة أشهر، ما يضاعف معاناتهم في تأمين الغذاء والدواء وسائر الاحتياجات الضرورية، محذرين من أن تكرار حوادث النهب ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية داخل المخيمات.

ومن جهتها، أفادت إدارة مخيم تولوم بأن اجتماعا عقد أخيرا مع السلطات المحلية في منطقة أريبا لمناقشة واقعة النهب، حيث طالبت بفتح تحقيق مع الجهة المسؤولة عن نقل الأموال، إلى جانب مراجعة ملابسات حادثة سابقة طالت منحاً ممولة دوليا، كما أشارت إلى وجود تأخير في تسليم بطاقات الصرف لعدد من اللاجئين، ما حرمهم من استلام مستحقاتهم عن أشهر ماضية.

وأعربت السلطات المحلية عن أسفها للحادثة، مؤكدة أنها تعمل على ملاحقة الجناة واستعادة الأموال، ودعت إلى تعاون المجتمع المحلي للحد من تزايد حوادث السطو في المنطقة.

وتستضيف تشاد، وفق بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نحو مليون لاجئ سوداني موزعين على عدة مخيمات، ما يجعل أي خلل في إيصال المساعدات ذا تداعيات إنسانية واسعة.

ومخيم تولوم هو مخيم للاجئين يقع في شرق تشاد قرب الحدود مع السودان، ويستضيف أساسا لاجئين سودانيين فروا من إقليم دارفور بسبب النزاع المسلح.

يضم المخيم عشرات الآلاف من اللاجئين، معظمهم من النساء والأطفال، ويعد جزءا من شبكة مخيمات منتشرة على طول الحدود التشادية-السودانية.

 

السودان يستثمر 240 مليون دولار في مصر

اقرأ المزيد