05 ديسمبر 2025

تصاعدت المخاوف في السودان بعد تسجيل حالات نفوق جماعي للفئران في ولاية الجزيرة ومناطق أخرى، وسط تحذيرات من خبراء بيئيين وصحيين بضرورة فتح تحقيق علمي عاجل لتحديد الأسباب بدقة.

ويرى مختصون أن الظاهرة مرتبطة بمجموعة من العوامل البيئية المعقدة، في مقدمتها التلوث الناتج عن النزاع المسلح الدائر في البلاد، وما يخلّفه من مخلفات ذخائر ومواد كيميائية سامة.

وأوضح الدكتور البيطري أحمد حسين الجاك بخيت، أن الفئران ليست حاضنة طبيعية لأمراض كالملاريا أو حمى الضنك، مرجحا أن يكون للتلوث الناجم عن أنواع الأسلحة المستخدمة أو المواد السامة في التعدين، مثل الزئبق، دور مباشر في الحادثة.

وأكد أن التشخيص الدقيق يتطلب تشريح العينات وفحصها مخبريًا، داعيًا المواطنين إلى الإبلاغ عن أي حالات مشابهة لتسهيل عمل فرق التقصي البيطري.

ومن جانبه، أشار الكيميائي أسامة سيد أحمد حسين من مركز “تدبر” للبحث العلمي إلى أن الانفجارات والحرائق التي لحقت بالمباني والغابات، أطلقت مركبات سامة وجزيئات خطيرة تلوث التربة والمياه، إضافة إلى تدمير البنية التحتية وفقدان مصادر الغذاء، ما أثر على النظم البيئية.

كما لفت إلى أن الضغوط النفسية والجسدية الناجمة عن الضجيج والانفجارات، إلى جانب احتمالية استخدام السموم والمصائد، كلها عوامل قد ساهمت في الظاهرة.

ويجمع الخبراء على أن نفوق الفئران يعكس حجم الدمار البيئي الذي تسببه الحروب، وأن التعامل معه يستلزم تحركا مؤسسيا وعلميا عاجلا لتفادي تداعياته المحتملة على الصحة العامة والبيئة في السودان.

أمراض معدية “غريبة” تجتاح السودان بعد الفيضانات وتفاقم الأزمة الصحية

اقرأ المزيد