نفوق كميات كبيرة من الأسماك في بحيرة المنزلة، إحدى أهم مصادر الثروة السمكية في مصر، أثار قلق الصيادين وأصحاب المزارع، بعد تداول صور ومقاطع مصورة توثق مشاهد لعشرات الأطنان من الأسماك النافقة على ضفاف البحيرة.
وأوضحت وزارة الزراعة المصرية أن ما جرى ليس حادثا استثنائيا، بل ظاهرة موسمية تتكرر سنويا مع ارتفاع درجات الحرارة.
وأكد معاون وزير الزراعة والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، الدكتور محمد القرش، أن زيادة الحرارة تؤدي إلى انخفاض نسبة الأكسجين الذائب في المياه، ما يرهق الأسماك ويعرضها للنفوق، إضافة إلى رفع تركيز الأمونيا، الأمر الذي يغير من خصائص البيئة المائية ويجعل الأسماك غير قادرة على التكيف.
وأشار القرش إلى أن وزير الزراعة، الدكتور علاء فاروق، تابع الأزمة منذ بدايتها، ووجه بتكثيف التواصل مع أصحاب المزارع السمكية وتقديم الدعم الفني اللازم للحفاظ على المخزون السمكي.
ومن جانبه، اعتبر الدكتور أحمد سني، رئيس الإدارة المركزية للإنتاج والتشغيل بجهاز حماية البحيرات وتنمية الثروة السمكية، أن ما يحدث انعكاس مباشر للتغير المناخي وموجات الحر القياسية التي تؤثر على الأسماك، لكونها من ذوات الدم البارد.
وأوضح أن الأنواع المستزرعة في مصر، مثل الدنيس والقاروص واللوت، تفضل مدى حراري يتراوح بين 20 و24 درجة مئوية، وأن أي انحراف عن هذا المعدل يؤثر على نموها وقدرتها على مقاومة الأمراض.
وأضاف سني أن الكثافة العالية للأسماك في المزارع مقارنة بالبيئات الطبيعية تزيد من حدة التأثيرات السلبية، لافتا إلى أن موجة الحر الحالية، التي من المتوقع أن تبلغ ذروتها خلال اليومين المقبلين، فاقمت الضغط البيئي على البحيرة ومزارعها السمكية.
وتعد بحيرة المنزلة من أهم مصادر الثروة السمكية في مصر، إذ توفر حوالي 30–50% من إنتاج الأسماك التجاري في البحيرات الشمالية، ويوظف فيها عشرات الآلاف من الصيادين.
وتعتبر موقعا هاما لهجرة وتكاثر الطيور، حيث تسجل أكثر من 200 نوع من الطيور المقيمة والمهاجرة، ما يجعلها محمية طبيعية ترفع من قيمتها البيئية.
واردات مصر من الغاز الإسرائيلي تسجل أعلى مستوى في تاريخها
