تتصاعد حدة الخلاف بين حكومة النيجر وشركة النفط الوطنية الصينية “سي إن بي سي” حول إدارة وتشغيل حقل أغاديم النفطي، رغم أن المشروع الذي يمثل أكبر استثمار أجنبي في البلاد حقق إيرادات تجاوزت ملياري دولار منذ بدء التصدير نهاية العام الماضي.
وتشغل الشركة الصينية الحقل الواقع جنوب شرقي النيجر، بعد أن استثمرت أكثر من 5 مليارات دولار في تطويره، وبناء مصفاة تكرير وخط أنابيب ضخم يبلغ طوله 1950 كيلومترا يربط الحقل بميناء كوتونو في بنين، بسعة نقل يومية تصل إلى 110 آلاف برميل، ليكون من أطول خطوط النفط في إفريقيا.
ورغم هذا النجاح الإنتاجي، دخل الطرفان في نزاع مفتوح بعد اتهامات من نيامي للشركة بعدم الالتزام بقوانين الاستثمار المحلي، خصوصا فيما يتعلق بنسبة العمالة الوطنية التي لا تتجاوز حاليا 30%، بينما تطالب الحكومة برفعها إلى 80%، وتعتبر الشركة الصينية أن النسبة المطلوبة “غير واقعية” بسبب نقص الكفاءات الفنية المحلية.
وبدأ الخلاف يأخذ بعدا سياسيا في مارس الماضي عندما طردت السلطات النيجرية ثلاثة من كبار مسؤولي الشركة الصينية بسبب ما وصفته بـ”فجوة كبيرة في الأجور” بين العمال المحليين ونظرائهم الصينيين.
وتصاعد التوتر أكثر مع صدور أوامر حكومية في مايو الماضي تطالب عددا من المغتربين الصينيين بمغادرة البلاد، ما اعتُبر رسالة ضغط من نيامي لإعادة التفاوض على عقود التشغيل.
وقال وزير النفط النيجري صحابي عمرو حينها إن بلاده تسعى إلى “تحقيق عدالة في الأجور ورفع نسبة توظيف العمال المحليين”، مشيرا إلى أن الحكومة لم تنفذ بعد قرار إنهاء عقود المغتربين العاملين في مشروعات الشركة منذ أكثر من أربع سنوات.
وينتج حقل أغاديم اليوم نحو 90 ألف برميل يوميا من خام “ميليك” الحلو متوسط الكثافة، الذي يعد مثاليا لإنتاج الوقود البحري منخفض الكبريت.
وتُصدر “سي إن بي سي” النفط عبر خط الأنابيب البالغة تكلفته 7 مليارات دولار إلى الأسواق الآسيوية والأوروبية.
وتتقاسم ملكية المشروع ثلاث جهات: 65% لشركة “سي إن بي سي” الصينية،20% لشركة “سي بي سي” التايوانية،15% لحكومة النيجر.
وحتى الآن، صدّرت الشركة أكثر من 32 مليون برميل من خام “ميليك”، بأسعار تراوحت بين 65 و70 دولاراً للبرميل، لتتجاوز الإيرادات الإجمالية ملياري دولار، وفق بيانات نقلتها منصة الطاقة المتخصصة.
ارتفاع أعداد المهاجرين غير القانونيين في ليبيا بنسبة 19%
