05 ديسمبر 2025

تتفاقم المأساة الإنسانية في السودان مع استمرار موجات النزوح من ولايات شمال كردفان ودارفور، بعد تصاعد الهجمات المسلحة وانهيار الخدمات الأساسية في المناطق التي تشهد معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ووفقا لشبكة أطباء السودان، اضطر أكثر من 4500 شخص إلى مغادرة مدينة بارا خلال الأيام الماضية، وصل نحو 1900 منهم إلى الأبيض، بينما ما يزال الباقون عالقين في الطريق تحت ظروف قاسية تفتقر إلى الغذاء والماء والمأوى.

وأشارت الشبكة إلى أن معظم النازحين وصلوا في حالة إنهاك شديد، وسجلت بينهم إصابات بالإسهال وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال وكبار السن، في وقت تواجه فيه المرافق الصحية في الأبيض ضغطا يفوق طاقتها التشغيلية بسبب نقص الأدوية والكوادر.

ومن جهتها، أكدت المنظمة الدولية للهجرة أن فرقها الميدانية رصدت نزوح أكثر من 1100 شخص خلال اليومين الماضيين من بارا باتجاه مناطق بمحلية الدويم في ولاية النيل الأبيض، محذرة من أن هذا النزوح يأتي ضمن سلسلة متكررة من التحركات السكانية في ولايات شيكان والرهيد وأم روابة وأم دم حاج أحمد، حيث تجاوز عدد النازحين منذ 26 أكتوبر 35 ألف شخص.

وحمل رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس قوات الدعم السريع مسؤولية ما وصفها بـالمجازر المروعة في الفاشر وبارا، داعيا السودانيين إلى التوحد ضد ما يجري، ومنددا بـالصمت الدولي الذي اعتبره تواطؤا مع الجريمة.

وفي سياق متصل، أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلق بالغ إزاء التقارير الواردة من مدينة الفاشر، والتي تتحدث عن مقتل مئات المدنيين وارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

وأدان المجلس في بيان رسمي هجوم قوات الدعم السريع على المدينة، داعيا إلى وقف فوري للعنف ومحاسبة المسؤولين عن عمليات الإعدام والاعتقال التعسفي.

وفي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي، أعلنت قوات الدعم السريع توقيف عدد من عناصرها المتورطين في تجاوزات رافقت سيطرتها على الفاشر، مؤكدة أنها ألقت القبض على المقاتل الملقب بـ “أبو لولو” الذي ظهر في مقاطع مصورة وهو يقتل مدنيين عزلا ويتباهى بمجازر سابقة.

وسخر حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، من البيان واصفا إياه بـالمسرحية الهزيلة، مطالبا باعتقال قائد الدعم السريع وأشقائه الذين قال إنهم يتحملون المسؤولية المباشرة عن الانتهاكات.

 

الحكومة تتهم الدعم السريع بتهريب ذهب بقيمة 850 مليون دولار للإمارات

اقرأ المزيد