20 مارس 2025

ذكرت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء أن حوالي 50 ألف شخص نزحوا في جنوب السودان بسبب تجدد المعارك في شماله الشرقي بين القوات الحكومية والمتمردين، مما يثير مخاوف من عودة العنف إلى البلاد.

أعلنت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء أن حوالي 50 ألف شخص نزحوا في جنوب السودان جراء تجدد المعارك في شماله الشرقي بين القوات الحكومية والمتمردين، مما يثير مخاوف من عودة العنف إلى البلاد.

وأشارت نائبة الممثل الخاص لبعثة الأمم المتحدة في السودان وجنوب السودان، أنيتا كيكي غيبو، إلى أن “أعمال العنف تزيد من تعريض المجتمعات الضعيفة للخطر، وتجبر على تعليق الخدمات الحيوية”، داعية جميع الأطراف إلى السماح للعاملين في المجال الإنساني بالوصول بأمان إلى المحتاجين، وخاصة النساء والأطفال وكبار السن.

وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في جنوب السودان، أدت أعمال العنف التي اندلعت منذ نهاية فبراير (شباط) إلى نزوح 50 ألف شخص، بينهم عشرة آلاف عبروا الحدود باتجاه إثيوبيا.

وتشهد مقاطعة الناصر في ولاية أعالي النيل معارك عنيفة بين قوات موالية للرئيس سلفا كير ومجموعة “الجيش الأبيض” التابعة لنائبه الأول ريك مشار، مما يهدد بتقويض اتفاق تقاسم السلطة الهش الذي تم توقيعه في عام 2018.

وأفادت الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، وهي كتلة من دول شرق إفريقيا، بأن حوالي ستة آلاف مقاتل من “الجيش الأبيض” تمكنوا من الاستيلاء على معسكر تابع لجيش جنوب السودان في مقاطعة الناصر في الرابع من مارس.

وفي ليلة الأحد الاثنين، نفذ جيش جنوب السودان ضربات جوية على مواقع للمتمردين في المقاطعة، مما أدى إلى مقتل عشرين شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لما ذكره المفوّض الإداري في المقاطعة، جايمس غوتلواك.

وتأتي هذه التطورات في وقت تعاني فيه جنوب السودان من أزمة إنسانية حادة، حيث أدى الصراع الدائر منذ استقلال البلاد في عام 2011 إلى مقتل حوالي 400 ألف شخص ونزوح أربعة ملايين آخرين بين عامي 2013 و2018.

وعلى الرغم من توقيع اتفاق سلام في عام 2018، إلا أن الاشتباكات الجديدة في الشمال الشرقي تهدد بتقويض هذا الاتفاق الهش.

وأعربت رئيسة لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان عن قلقها إزاء التدهور السريع للأوضاع في البلاد، محذرة من أن البلاد تدخل “في انحدار مثير للقلق من شأنه أن يمحو سنوات من التقدم نحو السلام”.

كما تعرضت مروحية تابعة للأمم المتحدة لإطلاق نار في بداية مارس، مما أدى إلى مقتل قائدها وجنرال في جيش جنوب السودان، وهو ما يسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني.

يعود الصراع في جنوب السودان إلى الخلافات السياسية والعسكرية بين الرئيس سلفا كير ونائبه ريك مشار، والتي تحولت إلى حرب أهلية دامية بعد استقلال البلاد عن السودان في عام 2011.

وعلى الرغم من الجهود الدولية لتحقيق السلام، إلا أن التوترات المستمرة بين الطرفين تهدد بإعادة البلاد إلى دوامة العنف.

مع استمرار الاشتباكات وتصاعد أعمال العنف، يزداد القلق من أن تؤدي هذه التطورات إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في جنوب السودان، حيث يعتمد ملايين الأشخاص على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة.

وتواصل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية دعواتها لوقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات إلى المناطق المتضررة، في محاولة لتخفيف معاناة المدنيين الذين يدفعون ثمن الصراع المستمر.

اقرأ المزيد