مليشيات إثيوبية معروفة باسم “الشفتة” توغلت عبر الحدود المشتركة مع السودان وهاجمت عدة قرى، في تصعيد جديد للنزاع المزمن بين البلدين على الأراضي الزراعية الخصبة في منطقة الفشقة.
وأوضح مزارعون ولجان مقاومة محلية في ولاية القضارف، أن الهجمات استهدفت قرى بركة نورين، وود عاروض، وود كولي، حيث أقدمت المليشيات على نهب مواشي وممتلكات تحت تهديد السلاح، في توقيت بالغ الحساسية تزامن مع بداية موسم الأمطار والزراعة.
وقال أحد المزارعين من قرية ود كولي الواقعة على بعد 11 كيلومتراً من الحدود الإثيوبية: “أمس عندما كنا في زراعتنا وصلت الشفتة الإثيوبية، وأحاطت بالقرية وأطلقت النار ونهبت أبقاراً وتراكتورات”.
وأضاف مزارع آخر من قرية ود عاروض: “كنا في زراعتنا وسمعنا إطلاق النار، وعدنا سريعاً خوفاً على أسرنا، وعندما وصلنا وجدنا الشفتة ينهبون أبقاراً وأغناماً من القرية قبل أن ينسحبوا مجدداً إلى داخل إثيوبيا”.
وبحسب لجنة المقاومة المحلية في ولاية القضارف، فإن الهجمات امتدت إلى قرى أخرى في المنطقة الحدودية، ولم ترد حتى الآن أنباء مؤكدة عن سقوط ضحايا جراء الاعتداءات.
وتأتي هذه التطورات في توقيت بالغ الدقة، حيث بدأ المزارعون في تحضير أراضيهم لموسم الأمطار الرئيسي الذي يمتد من يوليو إلى سبتمبر، وهو ما يجعل الهجمات تهديداً مباشراً للأمن الغذائي ومعيشة السكان.
ويعد مثلث الفشقة، الذي تبلغ مساحته نحو 1.2 مليون هكتار، منطقة غنية بالموارد الزراعية وموضع نزاع تاريخي بين السودان وإثيوبيا، إذ تعود جذور الخلافات إلى عقود، مع تجدد التوتر بشكل دوري.
ويشهد السودان في الوقت ذاته حرباً أهلية مدمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، أفضت إلى مقتل الآلاف، وأحدثت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالمياً، إذ يعاني حوالي 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وتقع محلية الفشقة على تخوم إقليم تيغراي الإثيوبي، الذي كان بدوره مسرحاً لنزاع مسلح دموي خلّف ما لا يقل عن 600 ألف قتيل، ودفع آلاف اللاجئين والمزارعين إلى عبور الحدود إلى السودان طلباً للأمان.
وكان الجيش السوداني قد انتشر في هذه المنطقة أواخر عام 2020 بعد اندلاع الحرب في تيغراي، في محاولة للسيطرة على الحدود وتأمين القرى الزراعية، إلا أن الهجمات الأخيرة تعكس استمرار هشاشة الوضع الأمني وصعوبة حماية السكان من الاعتداءات العابرة للحدود.
تقرير دولي يحذر: الحرب في السودان تتسبب في أزمة إقليمية غير مسبوقة
