أدلى موسى الكوني، عضو المجلس الرئاسي الليبي، بتصريحات جريئة تكشف عن التحديات الجوهرية التي تواجه المجلس.
ووصف الكوني المجلس بأنه “جسم غريب على الدولة الليبية”، مما يعكس الإحباط الذي يشعر به هو وبقية الأعضاء بسبب غموض الدور المنوط بالمجلس في النظام السياسي، مؤكدا أن المجلس الرئاسي لم يُفهم جيداً من قبل الليبيين منذ نشأته.
وأشار إلى أن تاريخ ليبيا لم يعرف فكرة “الرئيس”، حيث كانت البلاد مملكة يحكمها ملك، ولم يُسَمِّ العقيد معمر القذافي نفسه رئيسا بل اعتمد على آلية مؤتمر الشعب العام، مبيناً أنه بعد الثورة، لم يكن هناك منصب رئيس الدولة.
وأوضح أن ليبيا شهدت مجالس انتقالية، مثل المجلس الوطني الانتقالي والمجلس الوطني العام، مما أدى إلى عدم وجود منصب رئيس واضح، مضيفاً أن المجلس الرئاسي تأسس عبر اتفاق جنيف، ولكنه لم يوضح دوره بجلاء للشعب الليبي.
وأوضح الكوني أن الشعب لم يكن يعرف طبيعة هذا “الجسم” مما ساهم في إضعاف دور المجلس، وشبه اختصاصات المجلس بالأنظمة الرئاسية المقيدة، مؤكداً أن المجلس يُعامل في الخارج كرؤساء، بينما يُنقصهم ذلك في الداخل.
وأشار الكوني إلى أن الأزمة الليبية تتجاوز المؤسسات السياسية لتشمل الانقسام على مستوى الدولة، مبيناً أن ليبيا اليوم مقسمة إلى دولتين، مما يجعل من الصعب على المجلس الرئاسي ممارسة سلطاته كقائد أعلى.
وتحدث الكوني عن عجز المجلس عن تنفيذ قرارات حاسمة، مثل إعلان حالة الطوارئ، بسبب الانقسام الداخلي، وتساءل حول إمكانية تنفيذ القرار في المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحكومة.
واعترف الكوني بمحاولات المجلس لتحسين الوضع عبر التدخل في المؤسسة العسكرية، ولكنه أقر بعدم نجاح هذه المحاولات، مضيفاً أن الجيش الليبي لا يزال منقسماً بين الشرق والغرب، مما يزيد من صعوبة استعادة المؤسسات.
وسلط الكوني الضوء على التقصير في تقديم الخدمات العامة، مؤكداً أنه يعقد من قدرة المجلس على تأدية دوره بشكل فعال.
وتتصدر هذه التصريحات المشهد السياسي الليبي، حيث يقر الكوني بضعف المجلس وغياب الدعم الداخلي، مما يهدد مستقبل ليبيا.
الطريق إلى الانتخابات في ليبيا.. دعوة للوحدة والعمل