مع بدء موسم الاصطياف في ليبيا، يعود ملف تلوث الشواطئ إلى الواجهة، في ظل تحذيرات متكررة من مخاطر صحية تهدد مرتادي البحر، وسط عجز حكومي عن معالجة أسباب التلوث وتجاهل شعبي للتحذيرات الرسمية.
وأعلنت وزارة الحكم المحلي بحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، انطلاق حملة تصنيف شواطئ الساحل الليبي، مؤكدة أن عددا كبيرا منها “غير صالح للسباحة”، استنادا إلى تقارير بيئية حديثة أجرتها الإدارة العامة لشؤون الإصحاح البيئي.
وشملت قائمة الشواطئ الملوثة مناطق من العاصمة طرابلس (طرابلس المركز، حي الأندلس، تاجوراء، سوق الجمعة)، إضافة إلى شواطئ في مصراتة وزليتن وصبراتة وسوق الخميس غربا، وطبرق شرقا، مع دعوات لوضع لوحات تحذيرية ومنع السباحة في تلك المواقع.
ويعود التلوث البحري في ليبيا إلى أزمة بنيوية بحسب مسؤولي الإصحاح البيئي، إذ يؤكد أحد المسؤولين في الإدارة، يحيى حمزة، أن نحو 70 محطة معالجة لمياه الصرف الصحي خرجت عن الخدمة منذ سنوات، ما يدفع بكميات ضخمة من المياه الملوثة مباشرة إلى البحر.
وكانت بلدية طرابلس قد حذرت منذ عام 2016 من ارتفاع مستويات البكتيريا في مياه البحر إلى نسب فاقت 500% من الحدود المسموح بها.
وبحسب أطباء ومختصين في الصحة البيئية، فأن التعرض لمياه البحر الملوثة يمكن أن يسبب أمراضا جلدية، واضطرابات هضمية، وعدوى بكتيرية وفيروسية خطيرة مثل التهاب الكبد A وإشريكية قولونية (E. coli) ،تتضاعف هذه المخاطر لدى الأطفال والنساء الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة.
ليبيا.. تحديات أمنية وسياسية واقتصادية تواجه “القمة المغاربية المصغرة”
