05 ديسمبر 2025

روسيا تتهم المحكمة الجنائية الدولية بلعب دور سلبي في مسار التسوية السياسية في ليبيا، معتبرة أنها أصبحت أداة بيد الدول الغربية لتصفية الحسابات السياسية، بدلا من تحقيق العدالة وإنهاء الإفلات من العقاب.

وجاء ذلك في تصريحات أدلت بها نائبة المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، ماريا زابولوتسكايا، اليوم الجمعة، خلال جلسة تناولت التقرير الأخير للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بشأن الوضع في ليبيا.

وقالت زابولوتسكايا إن أداء المحكمة يتسم بـ “الضعف الشديد” و”الانتقائية السياسية”، مشيرة إلى أن معظم القضايا التي فتحتها المحكمة انهارت في مراحل التحقيق بسبب “ضعف الأدلة وركاكة الاتهامات التي اعتمدت على معلومات مفبركة”، على حد تعبيرها.

وأضافت أن “عشرات المتهمين توفوا قبل صدور أي حكم بحقهم، بينما استنزفت المحكمة مليارات الدولارات دون نتائج ملموسة”، لافتة إلى أن عشرات أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة لم تُنفذ، ما يعكس، وفق وصفها، “غياب الجدية والفعالية في عملها”.

واتهمت زابولوتسكايا المحكمة بانتهاج معايير مزدوجة في ملاحقة المسؤولين، مشيرة إلى أن “الغربيين وحلفاءهم يتمتعون بحصانة غير معلنة”، فيما تستهدف المحكمة دولًا “غير مرغوب فيها” سياسياً لدى الغرب، وفقًا لتعبيرها.

وأكدت أن استمرار تدخل المحكمة الجنائية في الملف الليبي يُفاقم الانقسامات الداخلية ويقوّض جهود المصالحة الوطنية، مشددة على أن وجود المحكمة “لا يخدم التسوية السياسية بل يعرقلها”.

وختمت بالقول إن المحكمة باتت تمثل “عبئا على مسار التوافق الوطني في ليبيا”، داعية مجلس الأمن إلى سحب ملف ليبيا، وكذلك ملف دارفور، من اختصاص المحكمة، من أجل منح الفرصة لتسوية سياسية شاملة تقوم على الحوار بين القوى الليبية، بعيدا عما وصفته بـ”الإملاءات الخارجية”.

ويأتي هذا التصعيد الروسي في وقت يشهد فيه الملف الليبي تعقيدات متزايدة على الصعيدين السياسي والأمني، وسط محاولات دولية لإعادة إحياء مسار الحوار الوطني الليبي الذي تعثر مرارا بسبب التدخلات الإقليمية والدولية المتعددة.

 

الخامس والعشرون من مايو.. يوم إفريقيا للتحرر من الهيمنة الاستعمارية

اقرأ المزيد