العلاقات بين موريتانيا ومالي تشهد توتراً غير مسبوق بعد قرارات متبادلة شملت إغلاق محلات ومنع تنقّل الأشخاص والقطعان عبر الحدود، ما يثير مخاوف من أزمة دبلوماسية واقتصادية تهدد استقرار الساحل.
وفي مالي، أقدمت السلطات على إغلاق محلات تجارية تعود لموريتانيين في باماكو وعدد من المدن الداخلية، مبررة ذلك بمخالفات إدارية وضريبية، فيما اعتبر مكتب الجالية الموريتانية هذه الإجراءات “مفاجئة وتضييقاً على مصادر رزق آلاف الأسر”.
كما أصدر حاكم ولاية نيورو قراراً يحظر نشاط الرعاة الأجانب، وهو ما يضر مباشرة بالموريتانيين الذين يعتمدون تقليدياً على المراعي في الجنوب المالي.
وبالتوازي، أعلن حاكم نارا منع الترحال والرعي للأجانب بدواعٍ أمنية، في ظل تصاعد العمليات العسكرية ضد الجماعات المسلحة شمال مالي.
وهذه القرارات انعكست بقوة على الرعاة الموريتانيين الذين يواجهون خطر فقدان مراعٍ تقليدية، ما يهدد مستقبل مئات الأسر البدوية.
وفي المقابل، كانت نواكشوط قد رحلت مؤخراً عشرات المهاجرين الماليين بدعوى الإقامة غير النظامية، وهو ما أثار استياءً في باماكو واعتبره مراقبون سبباً مباشراً للتدابير “الانتقامية” ضد الجالية الموريتانية.
ويرى متابعون أن هذه التطورات تشكّل تراجعاً خطيراً عن مكتسبات اتفاقية يوليو 1963 التي كرست حرية التنقل والإقامة وممارسة الأنشطة الاقتصادية بين البلدين، معتبرين أن غياب خطاب رسمي يبدّد الغموض حول خلفيات الأزمة يضاعف المخاطر.
ويحذر خبراء من أن استمرار التوتر بين موريتانيا ومالي قد يعمّق هشاشة منطقة الساحل ويعطّل جهود مكافحة الإرهاب، داعين إلى تفعيل الحوار الثنائي وإيجاد آليات مشتركة لإدارة حركة الأشخاص والقطعان، بما يحفظ سيادة الدولتين ويمنع تضرر الفئات الأكثر هشاشة.
ضربات جوية في شمال مالي تخلف قتلى وجرحى
