أقرت الحكومة الموريتانية ميزانية عام 2026 بزيادة قدرها 11% مقارنة بالعام الجاري، لتصل إلى أكثر من 132 مليار أوقية (3.2 مليار دولار)، مستندة إلى توقعات بنمو اقتصادي يبلغ 5.1% مدفوعا بعائدات الغاز الطبيعي الذي بدأ إنتاجه مؤخرا.
وجاء إعلان الميزانية الجديدة في ظل تصاعد القلق الشعبي والسياسي من تفشي الفساد، الذي تعتبره الأوساط الموريتانية أكبر عائق أمام التنمية، خصوصا بعد تقارير صادرة عن محكمة الحسابات كشفت اختفاء نحو مليار دولار من الأموال العمومية خلال السنوات الثلاث الماضية، ما دفع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى إقالة مسؤولين كبار وإحالتهم إلى القضاء.
وأوضح وزير الاقتصاد والشؤون الاقتصادية، عبد الله ولد سليمان ولد الشيخ سيديا، خلال مؤتمر صحفي مساء أمس الخميس، أن الزيادة في الإنفاق تهدف إلى تحفيز النمو وتعزيز الشفافية، مؤكدا أن الحكومة تعتمد للمرة الأولى في تاريخها مقاربة “ميزانية البرامج”، التي تقوم على أهداف قابلة للقياس والمساءلة ضمن 108 برامج و24 مخصصًا.
ويُنتظر أن تعرض الميزانية على البرلمان في الأسابيع المقبلة لمناقشتها والتصويت عليها، وسط توقعات بأن تتحول إلى منبر سياسي حاد حول قضايا الفساد والإصلاح الإداري، لاسيما بعد تعهد الحكومة بأن تكون 2026 عاما لتحكيم مالي أكثر ديناميكية واستخدام أمثل للموارد.
وفي السياق متصل، نظمت رابطة خريجي المعهد السعودي في موريتانيا ندوة حول مخاطر الفساد، شدد خلالها المشاركون على أن الفساد الإداري والمالي والرشوة والمحسوبية تمثل أبرز مظاهر الخلل البنيوي في مؤسسات الدولة.
وطالب الباحث إبراهيم ولد يزيد باعتماد معايير الأمانة والكفاءة في التوظيف، وتعزيز منظومة الرقابة والمساءلة، فيما دعا الدكتور محمد عبد الرحمن العلوي إلى إشراك المجتمع المدني في الرقابة ورفع رواتب الموظفين للحد من دوافع الفساد.
قلق في غرب إفريقيا بعد ترحيل موريتانيا لمهاجرين غير نظاميين
