تشهد مدينة ترهونة الليبية فيضانات كبيرة تعيد إلى الأذهان الخسائر الفادحة التي خلفها إعصار دانيال، في ظل تهالك البنى التحتية.
وضربت هذه الفيضانات المدينة الواقعة في غرب ليبيا، وأسفرت عن وفاة شخصين وفقدان آخر، مما أثار موجة من الانتقادات الحادة للسلطات بسبب فشلها في الاستعداد والتأهب لمواجهة الكوارث الطبيعية.
ويعقد الوضع السياسي المتقلب في ليبيا، حيث البلاد منقسمة بين حكومتين – واحدة في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة والأخرى في الشرق برئاسة أسامة حماد – من قدرة الدولة على التعامل مع الأزمات.
وبدأ الانقسام الحكومي المستمر والانسداد السياسي الذي ترافق مع انهيار الانتخابات العامة في ديسمبر 2021، يسهم في تعطيل الاستجابات الفعالة للطوارئ.
وأشار المحلل سياسي الليبي، إسماعيل السنوسي، إلى أن البلاد تفتقر إلى القدرة الكافية للتعامل مع الكوارث الطبيعية، على الرغم من بعض الإيجابيات التي تحققت من خلال تجارب الهلال الأحمر ونظام الفزعة الاجتماعي، الذي يحفز المجتمع على التكاتف في مواجهة الأزمات.
ولفت السنوسي الانتباه إلى الجهود المبذولة في إعادة إعمار مدينة درنة، حيث تعمل الحكومة وجهاز التنمية على إعادة بناء البنية التحتية وتعويض ضحايا الكوارث السابقة.
ومع ذلك، يظل الخوف من تكرار مأساة درنة في مناطق أخرى، مثل ترهونة، قائما بسبب البنية التحتية المتهالكة والفساد داخل المؤسسات.
وعبر نائب رئيس حزب الأمة الليبي، أحمد الدوغة، عن قلقه المتزايد، مشددا على أن الكارثة السابقة في درنة كانت بمثابة درس قاس يجب ألا يتكرر.
وأضاف أن الانقسام السياسي والفساد يعرقلان تطوير استراتيجيات فعالة للوقاية من الكوارث والاستجابة لها في الوقت المناسب.
مصر والكويت تشددان على احترام سيادة ليبيا ورفض التدخل الخارجي