تشهد مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هذا الصيف موجة حر شديدة تجاوزت خلالها درجات الحرارة 40 درجة مئوية في بعض دول المنطقة.
وقال حمدي حشاد، الخبير التونسي في مجالي البيئة والمناخ، إن العام الماضي كان عاماً قياسياً من حيث درجات الحرارة، وسجل يوم السادس من يوليو 2023 أعلى مستوى لدرجات الحرارة العالمية بمعدل 17.23 درجة مئوية فوق المستويات الطبيعية.
وأوضح حشاد أن المنطقة العربية تعاني من ندرة المياه، وأن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يشكل ضغطاً إضافياً على الموارد المائية.
وأضاف حشاد أن تونس سجلت في 17 يونيو معدل تبخر من السدود بلغ 0.6 مليون متر مكعب في يوم واحد، وسجل المغرب معدلاً مشابهاً.
وأكد حشاد أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة الطلب على المياه والكهرباء، مما يشكل تحدياً للحكومات لتلبية الاحتياجات الأساسية للمستهلكين، وقد تضطر بعض الدول إلى قطع الكهرباء خلال الفترات التي تكون فيها درجات الحرارة مرتفعة.
ويسعى السكان لتخفيف شدة الحرارة بشرب المشروبات الباردة والتوجه إلى النوافير العامة وحمامات السباحة والشواطئ، ولكن في دول مثل مصر والعراق، يعاني السكان من انقطاع الكهرباء الذي زاد بسبب الأحوال الجوية القاسية، حيث أن رش الماء على الجسم يمكن أن يكون فعالاً فقط عندما تكون درجات الحرارة أقل من 35 درجة مئوية.
وفي ليبيا، أعرب المواطن وليد أبو صلاح عن قلقه من ارتفاع درجات الحرارة قائلاً: “درجة الحرارة ارتفعت أكثر من قبل في السنوات اللي فاتت، ارتفعت ارتفاعاً ملحوظاً، يعني لما توصل في مدينة ساحلية على البحر لعند 47 أصبح الموضوع مخيفاً”.
ويحذر الخبراء من أن التلوث الكربوني قد يؤدي إلى ارتفاع حرارة الأرض إلى مستويات أكثر خطورة من أي وقت مضى، حيث أصبحت موجات الحر أكثر سخونة وتواتراً وأطول أمداً بسبب تغير المناخ.
وتشير نتائج سابقة إلى أن موجة الحر زادت 1.2 درجة مئوية في المتوسط على مستوى العالم عما كانت عليه في أوقات ما قبل الثورة الصناعية، ويتجه العالم الآن نحو مسار سيجعل درجات الحرارة ترتفع 1.5 درجة مئوية في ثلاثينيات القرن الحالي.
توقعات لنمو الاقتصاد المغربي بشكل ملحوظ عام 2024