قام مواطن ليبي بإحراق نفسه في شارع عمر المختار بطرابلس، مما أثار صدمة بين المارة، ويعكس الحادث الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تعاني منها البلاد، والتي دفعت البعض إلى اتخاذ قرارات يائسة، حيث تتزايد الأزمات الاقتصادية والمعيشية، دون أي رد فعل رسمي من السلطات للتعامل مع هذه المآسي.
أقدم مواطن ليبي مساء أمس على إشعال النار في جسده في محاولة انتحارية، وذلك بسبب تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعاني منها البلد، وفقاً لما تناقله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر لحظة إشعال الرجل النار في نفسه بشارع عمر المختار في العاصمة الليبية طرابلس، وسط ذهول المارة الذين سارعوا لإنقاذه وإخماد النيران.
ونشر أحد المدونين على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) تعليقاً قال فيه: “حسبنا الله ونعم الوكيل.. شاب يشعل في نفسه النار بسبب ضيق العيش والحالة الاقتصادية المتردية. الناس جاعت”.
بدوره، كتب الناشط “عبد العزيز أبو حمرة” على “فيسبوك” منشوراً مؤثراً جاء فيه: “لم يشعل هذا الرجل النار في جسده فقط… بل أشعل فينا ألف سؤال عن الكرامة واليأس والمعاناة التي تدفع إنسانًا إلى هذا المصير المفجع”.
وأضاف أبو حمرة: “من لم يسمع صراخه فليعلم أن صمت النار أبلغ من كل الكلمات. وإن لم تهزنا هذه الفاجعة فربما صرنا نحن من نحتاج إلى من يوقظ ضمائرنا”، متسائلاً: “ما الذي أوصل إنسانًا إلى أن يرى في اللهب خلاصاً من وجع الحياة؟ هل صارت لقمة العيش وحبة الدواء وكرامة المواطن أشياء ترفيهية في وطننا؟”.
واختتم منشوره بالقول: “إن ما حدث ليس مجرد حادث… بل رسالة مؤلمة عن واقع لا يطاق”.
ويأتي هذا الحادث في ظل استمرار الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها الشعب الليبي، حيث تتفاقم أزمات انعدام الأمن وارتفاع الأسعار وشح المواد الأساسية، مما يزيد من معاناة المواطنين ويدفع بعضهم إلى اتخاذ خطوات يائسة.
وحتى الآن، لم تصدر أي تعليقات رسمية من السلطات الليبية حول الحادث أو حول الإجراءات المتخذة لمعالجة الأزمات التي تدفع المواطنين إلى مثل هذه التصرفات المأساوية.
ليبيا تقترح إنشاء مستشفى ميداني ومخيم للنازحين السودانيين
