كشفت بيانات رسمية فرنسية حديثة أن المهاجرين القادمين من إحدى الدول المغاربية سجلوا أعلى نسب الحصول على الجنسية الفرنسية العام الماضي، حيث بلغت نسبتهم نحو 40.7% من إجمالي المجنسين المقيمين في البلاد، في وقت تواصل فيه فرنسا تحولات ديموغرافية لافتة في تركيبة سكانها.
ونقلت صحيفة هسبريس المغربية، السبت، عن المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الفرنسي (INSEE)، أن مواطني دول المغرب العربي المقيمين في فرنسا شكلوا النسبة الأكبر بين الحاصلين على الجنسية الفرنسية، متقدمين على المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء الذين بلغت نسبتهم 37.2%.
ووفقا لبيانات المعهد، يعيش في فرنسا حتى نهاية عام 2024 نحو 6 ملايين أجنبي، من بينهم أكثر من 5 ملايين وُلدوا في الخارج، بينما يبلغ عدد الذين وُلدوا داخل فرنسا نحو 900 ألف شخص، أغلبهم قاصرون يمكنهم الحصول على الجنسية تلقائيا عند بلوغ سن 18 عاما أو في وقت أبكر ابتداءً من سن 13 عاماً، وفق شروط الإقامة القانونية.
وتظهر المقارنة التاريخية أن المشهد الديموغرافي في فرنسا تغيّر جذريا خلال العقود الأخيرة، وفي عام 1968، كان ثلاثة أرباع الأجانب المقيمين في فرنسا من الأوروبيين، بينما كان الربع فقط من أصول إفريقية. أما اليوم، أصبحت نحو نصف الجالية الأجنبية من أصول إفريقية، في حين انخفضت نسبة الأوروبيين إلى نحو الثلث.
وتشير أرقام المعهد إلى أن الأجانب يمثلون 10% من سكان فرنسا دون سن 13 عاماً، مقابل 5.6% في الفئة العمرية بين 13 و17 عاما، بينما 8.8% من البالغين المقيمين لا يحملون الجنسية الفرنسية رغم إقامتهم الطويلة، إما لكونهم ولدوا في الخارج أو لعدم استيفائهم شروط الإقامة القانونية للحصول على الجنسية.
تاريخيا، يوضح معهد الإحصاء أن عدد الأجانب في فرنسا بلغ 1.5 مليون شخص عام 1921، قبل أن يرتفع إلى 2.7 مليون في بداية الثلاثينيات، ثم يتراجع منتصف الأربعينيات إلى 1.7 مليون جراء الحرب العالمية الثانية، ليعود بعدها إلى الارتفاع تدريجيا مع موجات الهجرة الجديدة من إفريقيا والمغرب العربي خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
وبحلول عام 2024، حصل 34% من المهاجرين المقيمين في فرنسا على الجنسية، ما يعني أنهم لم يعودوا يُحسبون ضمن فئة الأجانب.
الحكم على نجل رئيس وزراء جزائري سابق بتهمة الخيانة العظمى
