05 ديسمبر 2025

هيئة الدفاع عن رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، أعلنت أن موكلها بدأ إضراباً عن الطعام من داخل سجنه، تعبيراً عن تضامنه مع قطاع غزة، الذي يشهد حرباً إسرائيلية مستمرة منذ نحو 22 شهراً.

وفي بيان أصدرته، أوضحت الهيئة أن الإضراب يأتي استجابةً لدعوة أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية، مطالبةً بتحركات رمزية للضغط الدولي من أجل رفع الحصار عن القطاع ووقف العمليات العسكرية الجارية.

وقالت الهيئة: “يهم هيئة الدفاع عن الأستاذ راشد الغنوشي أن تُعلم الرأي العام الوطني والدولي بدخوله في إضراب جوع تضامني مع غزة هذه الأيام”، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تعكس انخراطه الإنساني والسياسي في الدفاع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

ويقبع الغنوشي، البالغ من العمر 83 عاماً، في السجن منذ 17 أبريل 2023، بعد أن داهمت قوات الأمن التونسية منزله واعتقلته على خلفية تصريحات نُسبت إليه، اعتبرتها السلطات “تحريضاً على أمن الدولة”، ومنذ ذلك الحين، صدرت بحقه أحكام متفاوتة بالسجن، بلغت في مجموعها حتى الآن 22 عاماً، آخرها حكم بالسجن 14 عاماً في 8 يوليو الجاري، ضمن القضية المعروفة إعلامياً بـ”التآمر على أمن الدولة 2″.

وتعود فصول هذه القضية إلى فبراير 2023، حين أوقفت السلطات عدداً من السياسيين المعارضين والمحامين والناشطين ورجال الأعمال، ووجهت إليهم تهماً تتعلق بـ”محاولة تقويض النظام العام”، و”التخابر مع جهات أجنبية”، و”التحريض على العصيان”.

وفيما تؤكد السلطات التونسية على استقلالية القضاء، ونفيها لوجود معتقلين سياسيين في البلاد، تصرّ هيئة الدفاع عن الغنوشي على الطابع السياسي للملاحقات القضائية، وتصف محاكمته بأنها “غير عادلة”، مشيرة إلى وجود مخالفات قانونية وإجرائية “شابت مسار المحاكمة”.

وترى منظمات حقوقية تونسية ودولية أن ملف الغنوشي يعكس ما وصفته بـ”تراجع الحريات العامة وتضييق الخناق على المعارضة” في تونس، لاسيما منذ إعلان الرئيس قيس سعيّد إجراءاته الاستثنائية في يوليو 2021، والتي أفضت إلى حلّ البرلمان وتعليق عدد من المؤسسات الدستورية، ما أثار موجة انتقادات واسعة في الداخل والخارج.

ويأتي تحرك الغنوشي في وقت تشهد فيه عدة عواصم عربية وإسلامية تحركات شعبية ورسمية للتضامن مع غزة، في ظل تصاعد الدعوات المطالبة بوقف إطلاق النار ورفع الحصار عن القطاع الذي يعيش أوضاعاً إنسانية مأساوية، وفق تقارير أممية وحقوقية.

تأجيل أولى جلسات قضية “أنستالينغو” في تونس إلى يونيو المقبل

اقرأ المزيد