06 ديسمبر 2025

تحقيقات ميدانية، كشفت عن انتقال نشاط شبكات تصنيع الكبتاغون من سوريا إلى السودان، في ظل تصاعد الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.

وتشير أدلة ميدانية إلى تشغيل مصنع ضخم لإنتاج هذا المخدر داخل منطقة صناعية محاطة بحقل ألغام على الضفة الشرقية لنهر النيل.

ووفقا للسلطات السودانية، عثر على منشأة قادرة على إنتاج نحو 1000 قرص كبتاغون في الساعة داخل مجمع محصن في منطقة الجيلي، شمال الخرطوم بحري، تم اكتشاف المصنع في فبراير الماضي، عقب استعادة المنطقة من قوات الدعم السريع.

ويضم المصنع خمس آلات إنتاج، بينها ضاغطة أقراص وخلاط صناعي، كانت لا تزال تعمل عند مداهمة الموقع، وأفاد ضابط مكافحة المخدرات، اللواء جلال الدين حمزة، بوجود أقراص تحمل علامة “الهلالين” التي تُستخدم عادة لتمييز إنتاج غير مشروع من الكبتاغون.

وإلى جانب معدات الإنتاج، عثر على صناديق شحن لم تستخدم بعد، تحمل ملصقات شركة مقرها دبي تُدعى “Amass Middle East Shipping Services”.

وبحسب خبراء، فإن المعدات تتشابه مع تلك المصادرة في معامل سورية خلال السنوات الماضية، حيث تضمنت الأدلة مئات الأكياس التي تحوي مسحوقا أبيض، ووصفت كمكملات بيطرية صنعت في سوريا، رغم عدم تسجيل أسماء الشركات المدوّنة على الأكياس في السجلات التجارية السورية.

وترجح الباحثة في شؤون الكبتاغون، كارولين روز، أن هذه الأكياس قد استُخدمت لتهريب المواد الأولية لصناعة المخدر، عبر تمويهها كمكملات بيطرية.

وقالت إن التركيبة الكيميائية لأقراص الكبتاغون غير الخاضعة للرقابة غالبًا ما تحتوي على مزيج من الكافيين، الزنك، والنحاس.

وتشير مصادر أمنية إلى أن قوات الدعم السريع توزع الكبتاغون على عناصرها بهدف تعزيز اليقظة والتقليل من الشعور بالجوع أثناء المعارك، كما يستخدم في السوق السوداني كمصدر تمويل.

وبحسب ضباط محليين، تم تسجيل أول مصنع للكبتاغون في السودان عام 2015، فيما يُعد مصنع الجيلي هو الأكبر منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

وتكشف صور الأقمار الصناعية وجود حفرة ضخمة في أرض المصنع، يُشتبه بأنها كانت معدّة لتخزين كميات كبيرة من الحبوب تمهيدا لنقلها، ورفضت السلطات السودانية الإفصاح عمّا إذا كانت الحبوب موجهة للتصدير، مشيرة إلى أن التحقيقات لا تزال جارية.

يرجح خبراء أن السوق الخليجي هو الوجهة الرئيسية لشحنات الكبتاغون القادمة من السودان، بعد تراجع نشاط شبكات الإنتاج السورية.

وتشير تقديرات أممية إلى إتلاف أكثر من 200 مليون قرص كبتاغون في سوريا منذ عام 2020، غير أن خبراء في معهد “نيو لاينز” الأميركي حذروا من بقاء المعرفة التقنية للتصنيع، وقدرتها على الانتقال إلى مناطق نزاع جديدة مثل السودان.

السودان يستأنف تصدير الصمغ العربي وسط تحديات اقتصادية

اقرأ المزيد