مسؤول في وزارة الصحة بولاية الخرطوم، أفاد بأن هيئة الطب العدلي نفذت عمليات واسعة لانتشال ودفن آلاف الجثث التي تراكمت في الشوارع والمنازل والمؤسسات الحكومية منذ اندلاع القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وكشفت الهيئة، في تقرير رسمي، عن دفن 3800 جثة حتى الآن، في وقت لا تزال تتلقى فيه بلاغات يومية عن وجود جثث متحللة في مواقع مختلفة من العاصمة الخرطوم، مع تصاعد المخاوف من تفشي الأوبئة نتيجة تراكم الجثث وصعوبة الوصول إلى مناطق القتال.
وتزامناً مع هذه التطورات، تشهد ولاية الخرطوم حملات ميدانية مكثفة لإزالة الأنقاض ومخلفات الحرب، خاصة في المواقع الحيوية كمواقف المواصلات الرئيسية، وعلى رأسها موقف جاكسون، وذلك ضمن جهود تهدف إلى إعادة مظاهر الحياة تدريجياً إلى العاصمة المنهكة، وتشارك في هذه الحملات فرق من مؤسسات حكومية وهيئات إغاثية محلية ودولية.
وفي المقابل، تتفاقم الأزمة الإنسانية في ولاية شمال دارفور، وتحديداً في مدينة الفاشر، التي تواجه حصاراً خانقاً تسبب في ارتفاع غير مسبوق بأسعار المواد الغذائية، وبحسب تقارير ميدانية، بلغ سعر شوال الدخن 1.6 مليون جنيه سوداني، فيما وصل سعر شوال السكر إلى 3.6 مليون جنيه، وسط نقص حاد في الإمدادات الغذائية والدوائية نتيجة إغلاق الطرق وصعوبة وصول المساعدات.
ورغم إعلان الموافقة على هدنة إنسانية لمدة أسبوع، جاءت استجابة لدعوة الأمم المتحدة لوقف القتال في الفاشر، فإن المعطيات على الأرض تشير إلى محدودية تأثير الهدنة، في ظل تواصل الاشتباكات وعدم التزام الأطراف بها بشكل فعلي.
يُذكر أن النزاع المسلح في السودان لا يزال مستمراً منذ أبريل 2023، في واحدة من أسوأ الأزمات التي يشهدها البلد منذ عقود، وكانت القوات المسلحة قد أعلنت في مارس الماضي “تحرير العاصمة الخرطوم بالكامل”، إلا أن الواقع الميداني يؤكد أن التداعيات الإنسانية للصراع لا تزال تتعمق في العاصمة وسائر الولايات، مع انعدام الأمن الغذائي، وتدهور البنية التحتية، وتعطّل الخدمات الصحية بشكل شبه تام.
أزمة المهاجرين السودانيين.. العثور على أربعة جثامين غرقى في ليل الفرنسية
