لجنة الإنقاذ الدولية تصدر تقريراً صادماً عن الوضع الإنساني في السودان، واصفة إياه بأنه “أكبر أزمة إنسانية مسجلة في تاريخ العالم”.
وأوضح تقرير صادر عن اللجنة، يوم الأربعاء، أن السودانيين أصبحوا يمثلون 10% من إجمالي المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية عالمياً، والمقدر عددهم بـ 305 مليون شخص.
وتصدّر السودان قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية لعام 2025 للسنة الثانية على التوالي، متقدماً على غزة، الضفة الغربية، ميانمار، سوريا، وجنوب السودان.
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قُتل أكثر من 60 ألف شخص في الخرطوم وحدها، إضافة إلى عشرات الآلاف في مناطق أخرى، كما شُرّد أكثر من 14 مليون شخص، بينهم 11.3 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 3 ملايين لجأوا إلى دول أخرى.
وفاقمت الحرب أزمة الجوع، حيث يواجه 26 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي، وهو ما يعادل أكثر من نصف سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة.
كما أدى القتال إلى انهيار النظام الصحي، حيث خرجت أكثر من 70% من المرافق الصحية عن الخدمة، ما ساهم في انتشار الأمراض المعدية وزيادة الوفيات.
وأشار التقرير إلى أن الأطفال هم الأكثر تضرراً، إذ يعاني 3.7 مليون طفل من سوء تغذية حاد، في حين تركت الحرب 17 مليون طفل خارج التعليم، كما تعجز 70% من الأسر عن توفير تكاليف تعليم أطفالها بسبب انهيار مصادر الدخل.
وأودت الهجمات العشوائية على المناطق المدنية المكتظة بالسكان، بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة والقصف الجوي والمدفعي، بحياة مئات المدنيين مؤخراً، وفي يومي الاثنين والثلاثاء فقط، قُتل ما لا يقل عن 435 مدنياً في مناطق مختلفة، من بينهم ضحايا قصف براميل متفجرة على سوق مكتظ في بلدة كبكابية بشمال دارفور.
وكشف التقرير أيضاً أن أكثر من 30.4 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وسط ارتفاع أسعار السلع الأساسية بأكثر من 300% وتراجع الإنتاج الزراعي بنحو 46%.
ومع انعدام أي أفق لحل الأزمة، واستمرار القتال العنيف، تحذر التقارير من تفاقم الأوضاع، خصوصاً مع تراجع اهتمام المجتمع الدولي بالأزمة السودانية، مما يضع البلاد في مسار أكثر كارثية.
الحكومة السودانية تتهم منظمات دولية بالتواطؤ مع قوات الدعم السريع