طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” السلطات الليبية التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال سيف الإسلام القذافي وتسليمه، حيث أنه يُتهم بارتكاب جرائم حرب خلال ثورة 2011، كما طالبت باعتقال أسامة نجيم، رئيس جهاز الشرطة القضائية السابق.
دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” السلطات الليبية إلى التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية واتخاذ إجراءات فورية لاعتقال سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وتسليمه للعدالة الدولية.
جاء ذلك في تقرير نشرته المنظمة الحقوقية يوم الاثنين، حيث أكدت أن سيف الإسلام مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال أحداث ثورة 2011.
كما طالبت المنظمة باعتقال وتسليم أسامة نجيم، رئيس جهاز الشرطة القضائية السابق ورئيس مؤسسة الإصلاح والتأهيل في طرابلس، والذي يواجه اتهامات مماثلة.
وأشار التقرير إلى أن النظام القضائي الليبي يفتقر إلى الإرادة والقدرة للتحقيق بشكل جاد في هذه الجرائم الخطيرة.
وانتقدت المنظمة تقاعس السلطات الليبية عن تنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية، بما في ذلك عدم اعتقال سيف الإسلام رغم كونه مطلوباً محلياً ودولياً.
من جانبه، أوضح المدعي العام الليبي الصديق الصور أن اعتقال سيف الإسلام “لم يكن أولوية” للسلطات، مشيراً إلى أن نائبة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، نزهة شميم خان، لم تطلب معلومات عنه خلال زيارتها لليبيا في أبريل 2024.
يذكر أن سيف الإسلام قد حُكم عليه بالإعدام غيابياً عام 2014 من قبل محكمة ليبية في قضية وصفتها “هيومن رايتس ووتش” بأنها شابتها انتهاكات جسيمة للإجراءات القانونية. وأكد الصور أن القانون الليبي يتطلب إعادة محاكمته في هذه القضية.
كما وجهت المنظمة انتقادات حادة لإيطاليا لعدم تعاونها مع المحكمة الجنائية الدولية في قضية أسامة نجيم، الذي كان موجوداً على أراضيها قبل أن تعيده إلى ليبيا في يناير الماضي دون إبلاغ المحكمة.
وكانت المحكمة قد أصدرت مذكرة توقيف سرية بحقه في 18 يناير 2025، تتهمه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل والتعذيب والاغتصاب والعنف الجنسي.
وأفرجت السلطات الإيطالية عن نجيم بعد يومين من احتجازه، مستندة إلى “أسباب إجرائية”، ثم أعادته إلى ليبيا على متن طائرة حكومية دون إخطار المحكمة.
وقد تواجه إيطاليا الآن إمكانية إدانة من قضاة المحكمة الجنائية الدولية بعدم الامتثال، ما قد يحال إلى جمعية الدول الأطراف أو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
من جهتها، لم تقم السلطات الليبية باعتقال نجيم لدى وصوله، كما لم تعلق على وضعه حتى الآن.
وأشار التقرير إلى أن ستة مشتبه بهم آخرين مطلوبين من قبل المحكمة الجنائية الدولية لا يزالون طلقاء، وهم متهمون بارتكاب جرائم حرب في مدينة ترهونة، حيث اختفى المئات بين 2013 و2020 ودفنوا في مقابر جماعية.
وتشمل التهم الموجهة إليهم القتل، والتعذيب، والاعتداء على الكرامة الشخصية، بالإضافة إلى العنف الجنسي والاغتصاب في بعض الحالات.
ليبيا.. الكشف عن جرائم صادمة لتجار البشر في مدينة زلة
