أعلنت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة أن نحو 86% من الأسر في السودان تواجه صعوبات متزايدة في الحصول على احتياجاتها الأساسية، نتيجة انهيار الدخل وارتفاع الأسعار وتراجع الخدمات العامة في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وجاء في تقرير للتقييم متعدد القطاعات أصدرته المنظمة أمس السبت، أن الدراسة استندت إلى مقابلات ميدانية مع أكثر من 24 ألف أسرة في 178 محلية بجميع ولايات السودان الثماني عشرة، أظهرت أن 74% من الأسر لا يغطي دخلها الشهري سوى أسبوعين من نفقاتها الأساسية، بينما اضطرت 28% إلى بيع ممتلكاتها لتأمين الغذاء والدواء.
وأوضح التقرير أن الأسعار ارتفعت بين 400% و600% في معظم الولايات مقارنة ببداية عام 2023، فيما تضاعفت أسعار السلع المستوردة بين سبع إلى عشر مرات، ما أدى إلى تراجع القدرة الشرائية إلى أدنى مستوياتها منذ عقدين.
وأشار التقييم إلى أن 41% من الأسر تعاني من نقص غذائي واضح، وأن 24% تُصنف ضمن فئة الاستهلاك الضعيف، بينما تعتمد 59% من الأسر على الاقتراض أو المساعدات لتغطية النفقات اليومية. كما أبلغت 45% من الأسر عن فقدان مصادر دخلها منذ اندلاع الحرب.
وفيما يتعلق بالخدمات العامة، ذكر التقرير أن 31% من الأسر لم تتمكن من الحصول على الرعاية الصحية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وأن 70% من المستشفيات في السودان توقفت عن العمل بسبب القتال ونقص الإمدادات، فيما تبقى المرافق العاملة محدودة وتفتقر إلى الأدوية الأساسية.
وتعاني 22% من الأسر من نقص في المياه النظيفة، بينما يعتمد أكثر من 40% على الآبار اليدوية، وغالبية الأسر لا تقوم بمعالجة مياه الشرب قبل استخدامها، ما ساهم في انتشار أمراض مثل الكوليرا والإسهال، بحسب التقرير.
وأظهر التقييم أن معدلات سوء التغذية تجاوزت الحد الحرج في تسع ولايات، وأن 27% من الأسر التي لديها أطفال دون سن الخامسة أبلغت عن فقدان الوزن أو النحول بينهم، في حين أفادت 53% من النساء الحوامل أو المرضعات بعدم حصولهن على أي دعم غذائي خاص.
أكد التقرير أن ثلثي الأسر لا تستطيع تلبية احتياجات أبنائها الدراسية، وأن نحو 38% من المدارس تفتقر إلى مياه الشرب، بينما 44% لا تتوافر فيها مرافق صرف صحي ملائمة، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع معدلات التسرب المدرسي خاصة بين الفتيات.
أما في مجال المأوى، فأشار التقرير إلى أن 45% من الأسر تعيش في مساكن غير آمنة أو مؤقتة، وأن أكثر من 60% تفتقر إلى مستلزمات أساسية كالأغطية ومواد النظافة. كما أبلغ 13% من الأسر عن خطر الإخلاء خلال الأشهر المقبلة لعجزها عن دفع الإيجار.
وحذرت المنظمة من أن الأزمة الإنسانية في السودان تتفاقم بسرعة، مع تزايد الاعتماد على المساعدات الدولية وتراجع القدرة المحلية على الصمود، مؤكدة أن استمرار النزاع يهدد بانهيار كامل لمنظومة الخدمات الأساسية ويعرض ملايين الأطفال والنساء لمخاطر التغذية والعنف والنزوح الدائم.
تقرير أممي.. مقتل أكثر من 3 آلاف مدني في السودان خلال 6 أشهر
