20 ديسمبر 2025

دعت منظمة العفو الدولية السلطات التونسية إلى الإفراج الفوري عن جميع الموقوفين فيما يعرف بقضية “التآمر على أمن الدولة”، مطالبة بإلغاء أحكام السجن الصادرة بحقهم، وعلى رأسهم المحامي والناشط الحقوقي العياشي الهمامي.

وقالت المنظمة، في بيان صدر مساء أمس الجمعة، إن الأحكام التي طالت الهمامي وبقية المتهمين تفتقر إلى العدالة، مطالبة بإسقاط إدانات وصفتها بالجائرة بحق 33 شخصا تمت محاكمتهم في القضية ذاتها.

وكانت السلطات التونسية أوقفت، في الثاني من ديسمبر الجاري، العياشي الهمامي لتنفيذ حكم نهائي بسجنه خمس سنوات، بعد أن كان يحاكم في القضية وهو بحالة سراح.

ومنذ دخوله السجن، دخل الهمامي في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على ما يعتبره حرمانا من محاكمة عادلة.

ويعد الهمامي من أبرز الوجوه الحقوقية في تونس، إذ شغل في مراحل سابقة منصب وزير حقوق الإنسان، كما ترأس الهيئة الوطنية للدفاع عن الحريات والديمقراطية، ما منح قضيته بعدا سياسيا وحقوقيا واسعا.

وخلال الأسابيع الأخيرة، شملت إجراءات التوقيف أيضًا شخصيات معارضة بارزة، من بينها رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي، والقيادية في الجبهة شيماء عيسى، وذلك على خلفية تنفيذ أحكام نهائية صدرت بحقهم ضمن القضية نفسها.

وتعود هذه الأحكام إلى قرارات أصدرتها محكمة الاستئناف في تونس، قضت بسجن المتهمين لفترات تراوحت بين أربع سنوات و45 عاما، بعد إدانتهم في القضية رغم مثولهم أمام القضاء في حالة سراح خلال مراحل المحاكمة.

وترجع جذور القضية إلى فبراير 2023، حين أوقفت السلطات عددا من السياسيين المعارضين والمحامين ونشطاء المجتمع المدني، ووجهت إليهم تهم تتعلق بـ“المساس بالنظام العام”، و“تقويض أمن الدولة”، إضافة إلى “التخابر مع جهات أجنبية” و“التحريض على الفوضى أو العصيان”.

وفي حين تؤكد السلطات التونسية أن المحاكمات جرت في إطار القانون وبناء على اتهامات جنائية، ترى قوى سياسية معارضة، من بينها جبهة الخلاص الوطني، أن القضية تحمل طابعا سياسيا، وتستخدم بحسب وصفها كأداة لتصفية الخصوم وإقصاء المعارضين من المشهد العام.

تونس تبدأ قبول ملفات الترشح للانتخابات الرئاسية استعدادا لأكتوبر المقبل

اقرأ المزيد