05 ديسمبر 2025

دعت عشر منظمات حقوقية مصرية مستقلة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى إلغاء مسار انتخابات مجلس النواب، بعد ما وصفته بـ”الانتهاكات الجسيمة” التي رافقت العملية الانتخابية في مرحلتها الأولى، معتبرة أن ما جرى يعكس غيابا واضحا لاستقلال الهيئة الوطنية للانتخابات.

وقالت المنظمات، في بيان أصدرته الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، إن التطورات التي وقعت في 17 نوفمبر الجاري، كشفت طبيعة إدارة الانتخابات بصورة غير شفافة؛ إذ غيّرت الهيئة موقفها فجأة بعد أسبوع من دفاعها عن سلامة إجراءات التصويت، وذلك عقب نشر الرئيس السيسي رسالة علنية طالب فيها الهيئة بتشديد الرقابة على فرز الأصوات وتقصي الانتهاكات المحتملة، وصولا إلى إلغاء النتائج إذا استدعت الحاجة.

وترى المنظمات أن الاستجابة السريعة لهذه الرسالة تفضح تبعية الهيئة للسلطة التنفيذية بدل كونها جهة مستقلة.

وأضاف البيان أن تدخل الرئيس لا يمثل، بحسب وجهة نظر المنظمات، محاولة جادة لإرساء قواعد نزاهة انتخابية، بل يعكس استمرار نمط سياسي قائم منذ انتخابات 2015، يقوم على توظيف المؤسسات الانتخابية والأمنية لإنتاج برلمان يخدم مصالح شبكات النفوذ، دون تمثيل فعلي للإرادة الشعبية.

ووفقا للمنظمات، فإن التضييق على المجال السياسي وقمع الأصوات النقدية واستبعاد المعارضة المنظمة، إضافة إلى شطب عدد من السجناء السابقين والمحبوسين احتياطيًا من جداول الناخبين بصورة تعسفية، كلها عوامل ساهمت في إنتاج بيئة انتخابية غير متكافئة.

وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية لعبت دورا مباشرا في تشكيل القوائم الانتخابية وتحديد المرشحين المقبولين، ما أدى إلى منع شخصيات سياسية من الترشح لأسباب وُصفت بأنها واهية، بما في ذلك قرارات صادرة عن وزارة الدفاع بشأن الخدمة العسكرية.

كما أبرز البيان أن المرحلة الأولى من التصويت شهدت ممارسات مثل شراء الأصوات واستمرار الدعاية الانتخابية خلال فترة الصمت، بالإضافة إلى وقائع أثارت الجدل على غرار اعتقال أحد المرشحين بعد حديثه عبر وسائل التواصل عن مطالبته بدفع 20 مليون جنيه لضمان مقعد داخل البرلمان، قبل أن يتم الإفراج عنه لاحقًا بكفالة.

وقالت المنظمات إن رفض الهيئة الوطنية للانتخابات جميع الطعون المقدمة من المرشحين المستبعدين، من بينهم نواب سابقون، يعزز الشكوك حول غياب مسار قضائي فعّال يحمي الحقوق السياسية.

وأكدت أن القرارات الأمنية التي تصدر خلف الأبواب المغلقة تظل العامل الأبرز في تحديد خريطة التمثيل البرلماني.

وأشارت إلى أن الاعتراف بوجود تجاوزات في 19 دائرة انتخابية وإعادة الانتخابات فيها، دليل إضافي  من وجهة نظرها على أن الخلل بنيوي وعميق، يمتد من آليات الرقابة إلى التشريعات المنظمة للانتخابات.

واختتمت المنظمات بيانها بالتأكيد على أن أي عملية اقتراع لا يمكن أن تعكس إرادة المصريين في ظل السياق الحالي، حيث تقيد حرية الإعلام، وتحاصر منظمات المجتمع المدني، وتحتجز شخصيات معارضة لسنوات، بينما تجرى الانتخابات في بيئة تخضع فيها النتائج لتوازنات الأجهزة السيادية وتوجيهات السلطة التنفيذية.

ودعت الرئيس السيسي إلى التراجع عن هذا المسار وبدء إصلاحات سياسية وتشريعية تضمن انتخابات حرة وتشاركية.

تأجيل محتمل لمباريات كأس السوبر المصري

اقرأ المزيد