الصحراء المغربية تستعد لاحتضان النسخة الحادية والعشرين من مناورات “الأسد الإفريقي”، التي ستبدأ في 14 أبريل الجاري، وتشهد مشاركة أكثر من عشرة آلاف جندي وعتاد عسكري متطور.
وتبدأ المناورات في تونس ثم تمتد إلى غانا والسنغال والمغرب، مما يعكس أهمية هذه التدريبات متعددة الجنسيات التي يتم تنسيقها من قبل قيادة القوات الأمريكية في جنوب أوروبا وإفريقيا (SETAF-AF).
وأصبحت هذه المناورات السنوية التي بدأت عام 2004، واحدة من أكبر التدريبات العسكرية بقيادة الولايات المتحدة في إفريقيا، حيث تشارك هذا العام أكثر من 40 دولة، من بينها سبع دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي.
وفي هذا السياق، أكد الجنرال أندرو سي جيني، قائد القوات المسلحة السنغافورية، أن مناورات “الأسد الإفريقي 2025” تعد تعبيراً عن قدرة الشركاء المشتركين على التصرف بشكل منسق لمواجهة التهديدات المعقدة في القرن الحادي والعشرين، مشيراً إلى أنها تمثل “بوتقة استراتيجية” تجمع بين الخبرة والتعاون والإسقاط العسكري.
وتتضمن التدريبات هذا العام مجموعة متنوعة من السيناريوهات العسكرية، تشمل العمليات البرية والبحرية والجوية، بالإضافة إلى التدريب على العمليات في الفضاء الإلكتروني.
وسيتم اختبار الابتكارات العسكرية الحديثة مثل نظام الأسلحة من الجيل التالي (NGSW) وأحدث بروتوكولات الأمن السيبراني.
كما ستشمل المناورات أيضاً تدريبات على العمليات المحمولة جواً والبرمائية، بالإضافة إلى التدخلات الإنسانية، والتدريبات الطبية العسكرية، والتكتيك في المناطق الحضرية وتحت الأرض.
يذكر أن مناورات “الأسد الإفريقي” تزداد أهمية في ظل التصاعد المستمر للتوترات الأمنية في إفريقيا، حيث تُعد بمثابة استعراض للقوة العسكرية، وأيضاً دعوة للتضامن الاستراتيجي بين الدول المشاركة.
وفي خطوة لافتة، كانت الجزائر مدرجة في البداية ضمن قائمة المراقبين للمناورات إلى جانب دول أخرى مثل بلجيكا والهند وقطر، قبل أن تعلن انسحابها.