05 ديسمبر 2025

يشهد المغرب موجة غير مسبوقة من قضايا الفساد داخل المؤسسات العمومية والمنتخبة، مع اتساع دائرة المتابعات القضائية التي طالت ما لا يقل عن 30 نائبا برلمانيا من مختلف الأحزاب منذ عام 2021، وهو ما أثار موجة انتقادات وتشكيك في نزاهة جزء من النخبة السياسية.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن حزب التجمع الوطني للأحرار يأتي في صدارة التشكيلات السياسية المتورط بعض نوابها في هذه الملفات، بواقع ثمانية برلمانيين، يليه حزب الأصالة والمعاصرة بأربعة نواب، فيما تشمل الملاحقات 14 نائبا من صفوف المعارضة.

ومن بين أبرز القضايا الأخيرة، الحكم الصادر ضد محمد كريمين، النائب عن حزب الاستقلال، بالسجن لمدة سبع سنوات نافذة.

وعمقت هذه التطورات شعورا عاما بالإحباط لدى فئات واسعة من المواطنين، باعتبار أن المتابعين قضائيا هم من يفترض أن يمثلوا الناخبين ويدافعوا عن مصالحهم.

ويرى مراقبون أن ما ظهر إلى العلن لا يمثل سوى “القمة الظاهرة من جبل الفساد”، وأن حجم الممارسات غير القانونية يتجاوز بكثير ما تكشفه المحاكم ووسائل الإعلام.

وسجلت المملكة خلال عام 2024 مستويات مرتفعة من تداخل المصالح بين المال والسلطة واستحواذ شبكات نافذة على صفقات ومشاريع حيوية، إلى جانب خوصصة مرافق عمومية لصالح فاعلين اقتصاديين متنفذين، رغم تحذيرات متكررة من أثر ذلك على مؤسسات الدولة وتماسكها الاجتماعي.

ووسط هذا الجدل، انتقدت منظمات حقوقية وهيئات مدنية ما وصفته بـ “تراجع الإرادة التشريعية” لمحاربة الفساد، عقب سحب عدد من مشاريع القوانين، من بينها مشروع تجريم الإثراء غير المشروع، الذي كان من شأنه تعزيز آليات المحاسبة والحد من الإفلات من العقاب.

ويرى حقوقيون وخبراء أن استفحال الفساد بالمغرب يعود إلى ضعف أجهزة الرقابة، ووجود ثغرات قانونية تسمح بحماية المتورطين، إضافة إلى خلل داخل الجهاز القضائي يحدّ أحياناً من فعالية المتابعات.

ارتفاع رسوم الخدمات القنصلية يثير القلق بين الجالية المغربية في ليبيا

اقرأ المزيد