أُطلق رصاص غادر على رمزي اللفع، قائد مسلح في ورشفانة، خلال اشتباكات بين عائلته وعائلة الهدوي، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، ويُخشى من تصاعد العنف مجدداً، بينما تعقد وزارة الداخلية اجتماعات طارئة لاحتواء الأزمة.
في تطور مفاجئ، أطاحت رصاصات غادرة بحياة رمزي اللفع، أحد أبرز القادة المسلحين في منطقة ورشفانة بغرب ليبيا، خلال اشتباكات عنيفة اندلعت صباح اليوم بين أفراد من عائلته وعائلة الهدوي.
الحادث الدامي الذي راح ضحيته ستة أشخاص، بينهم أربعة من عائلة اللفع، يهدد بإشعال موجة جديدة من العنف في المنطقة التي تشهد أصلاً توترات أمنية مزمنة.
ولم يكن الرجل مجرد قيادي محلي عادي، بل لعب أدواراً محورية في المعادلة الأمنية المعقدة بطرابلس وحزامها الجنوبي.
فقبل أشهر قليلة، شارك اللفع في عملية أمنية كبرى قادها رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة ضد جهاز الدعم والاستقرار، أسفرت عن إزاحة منافسه اللدود عبدالغني الككلي الملقب ب”غنيوة”، هذه الخلفية تجعل من مقتله حدثاً لا يقتصر تأثيره على النطاق المحلي فحسب.
ودفعت خطورة الموقف وزارة الداخلية إلى عقد اجتماع طارئ جمع أبرز القيادات الأمنية والعسكرية في المنطقة، بين جدران غرفة العمليات، دار النقاش حول سبل احتواء الأزمة قبل أن تتفاقم، حيث تقرر تكثيف الانتشار الأمني وتعزيز التنسيق بين الأجهزة المختلفة.
لكن يبقى السؤال: هل تكفي هذه الإجراءات لامتصاص الصدمة في منطقة تشتهر بانتشار السلاح وتعدد الولاءات؟
على الأرض، بدأت ملامح تحولات جديدة تظهر مع انتشار غير مسبوق لنقاط التفتيش عند بوابة السهلة، وتدفق أنباء عن دخول قوات مسلحة من خارج المنطقة إلى معاقل كانت خاضعة سابقاً لنفوذ الراحل.
هذه التحركات تفتح الباب أمام سيناريوهات متشائمة، أبرزها إعادة ترسيم خريطة النفوذ بقوة السلاح.
الحادث الحالي ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة صراعات دموية تعود إلى سنوات بين عائلة اللفع والكتيبة 55 التابعة لمعمر الضاوي.
ففي سبتمبر 2022، شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة بمنطقة غوط أبو سابق، تلتها حادثة يناير 2023 عندما تعرض منزل اللفع لهجوم مسلح أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين، رغم إنكار الضاوي مسؤوليته، إلا أن هذه الأحداث تركت ندوباً عميقة في نسيج المجتمع المحلي.
في الأيام المقبلة، ستواجه ورشفانة أحد خيارين لا ثالث لهما: إما أن يؤدي الفراغ الأمني الناتج عن غياب اللفع إلى إعادة انتشار سريع لخصومه، أو أن تشهد المنطقة موجة انتقامية جديدة من العنف، في كلا الحالتين، تبقى الهشاشة الأمنية هي السمة الغالبة في ظل غياب أجهزة الدولة الفاعلة.
أعلنت السلطات عن فتح تحقيق في الحادثة عبر مركز شرطة السواني، لكن التجارب السابقة في ليبيا لا تبشر بالكثير من الأمل في تحقيق عادل وشامل. ففي بيئة يختلط فيها الحابل بالنابل، وتتعدد فيها الولاءات داخل المؤسسات الأمنية نفسها، تبقى العدالة الحقيقية حلماً بعيد المنال.
تشكل الأزمة الحالية اختباراً حقيقياً لقدرة الحكومة على فرض سيطرتها على المناطق الغربية، فورشفانة، بموقعها الاستراتيجي، تبقى الحلقة الأضعف في المنظومة الأمنية لطرابلس.
بدون معالجة جذرية لأسباب العنف المزمن، وإعادة هيكلة حقيقية للأجهزة الأمنية، ستظل المنطقة ساحة مفتوحة للصراعات المسلحة التي تهدد استقرار العاصمة بأكملها.
ليبيا.. الدبيبة يطلب زيادة إنتاج النفط رداً على توقف شرق ليبيا
