مصرع القيادي في الدعم السريع التاج يوسف أبوكدير “فولجانق” بغارة جوية للجيش السوداني على مدينة أبو زبد، في تصعيد جديد للمواجهات بين الطرفين بغرب كردفان.
وأكدت وسائل إعلام محلية، مساء الأربعاء، أن الطيران الحربي السوداني كثف في الأسابيع الماضية ضرباته الجوية على مواقع الدعم السريع في إقليم كردفان، مستهدفاً مواقع قيادية، أبرزها التجمع الذي كان يضم الجنرال فولجانق.
وأسفرت الغارة، إلى جانب مقتل فولجانق، عن مصرع قياديين بارزين آخرين من عناصر المجموعة (13) التابعة له، وهما الصادق حميدان حمودي، وحسين عيسى، اللذان يعدان من أبرز وجوه الصف الأول ضمن هذه المجموعة المقاتلة.
وذكرت مصادر محلية أن مقتل فولجانق أثار عاصفة من الخلافات داخل صفوف الدعم السريع، وسط تبادل اتهامات بين قادتها حول الجهة المسؤولة عن تسريب تحركاته، ما يُرجّح فرضية وجود عناصر استخباراتية مزروعة داخل صفوف القوات، يشتبه في أنها ساهمت في رصده وتصوير تحركاته مؤخراً.
وكان الجنرال فولجانق يقود المجموعة (13) التابعة للالدعم السريع، التي شاركت في أبرز المعارك خلال الأشهر الأولى من الحرب، بما في ذلك الهجمات على سلاح الإشارة ومواقع حساسة مثل سلاح المدرعات ومقر شرطة الاحتياطي المركزي في جنوب الخرطوم.
وبحسب تقارير ميدانية، تولّى فولجانق أيضاً مهام لوجستية معقدة، من بينها تهريب الوقود والسلع الغذائية والعتاد العسكري من دولة جنوب السودان عبر سوق “النعام” الحدودي، لتوزيعها لاحقاً على المناطق الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع في كردفان وغيرها.
وفي غضون ذلك، قال رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلال خطاب ألقاه الاثنين الماضي، إن “القوات المسلحة، بدعم من الحلفاء، قادرة على دحر ما سماه مليشيا دقلو”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وشدد البرهان على أن “الحلول المستدامة للأزمات في السودان يجب أن تأتي من الداخل عبر حوار وطني شامل، وليس من خلال تدخلات خارجية غير قابلة للاستمرار”، وفق تعبيره.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023، نزاعاً دامياً بين القوات المسلحة بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة دقلو، أدى إلى تدهور واسع في الأوضاع الإنسانية والخدمات الأساسية، وفاقم من أزمة النزوح الداخلي واللجوء إلى الدول المجاورة.
ورغم الجهود الإقليمية والدولية، بما في ذلك مبادرات عربية وإفريقية وأممية لوقف إطلاق النار، لم تفلح أي منها حتى اللحظة في التوصل إلى هدنة دائمة، في ظل تعنت الطرفين وتصاعد الأعمال القتالية، التي تطال المدنيين ومرافق البنية التحتية الحيوية.
السودان.. القوات المسلحة تستعيد السيطرة على ولاية النيل الأبيض
