في مشهد يتجاوز حدود الاحتجاج التقليدي، يعتصم المواطن المغربي “بوعبيد” منذ أكثر من أسبوعين فوق خزان مياه شاهق الارتفاع في بلدة أولاد يوسف بإقليم بني ملال، متحديا العطش وحرارة الشمس بحثا عن العدالة لوالده المتوفي بالسجن.
ويعيش بوعبيد، وهو في الأربعين من عمره ظروفا اجتماعية قاسية، صعد إلى قمة الخزان في الرابع والعشرين من يونيو، وأعلن دخوله في اعتصام مفتوح دون طعام أو ماء، ومنذ ذلك الحين، ظل يكرر عبارة واحدة بصوت مرتفع: “عاش الملك”، في استغاثة مباشرة لرأس الدولة، بعد أن قال إن كل الأبواب الرسمية أُغلقت في وجهه.
ورغم محاولات التفاوض التي شاركت فيها السلطات المحلية، وعناصر الوقاية المدنية، وأفراد من عائلته ووالدته التي جاءت خصيصا من مدينة العيون، لم تفلح أي منها في إقناعه بالنزول، وذكرت مصادر محلية أن الرجل لا يرد على أي نداءات إلا بتكرار عبارته الثابتة، ما فُسّر كرسالة رمزية موجهة للقصر الملكي.
وعبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن تضامنها الكامل مع المعتصم، ووصفت تحركه بـ”الصرخة الإنسانية المشروعة”، مطالبة بفتح تحقيق عاجل ونزيه في ظروف وفاة والده، كما حذّرت من أن استمرار الاعتصام بدون غذاء أو ماء يشكّل خطرا حقيقيا على حياة الشاب.
ومن جهتهم، عبّر سكان البلدة عن تضامنهم مع مطلب بوعبيد، لكنهم استنكروا قرار السلطات بوقف تزويد الأحياء المجاورة بالمياه كإجراء احترازي، في وقت تمر فيه البلاد بظروف مناخية قاسية.
ووفق تقارير الهيئة المغربية لحقوق الإنسان لعام 2024، تم تسجيل 13 حالة وفاة داخل السجون المغربية وسط ظروف توصف بأنها “غامضة” أو “غير موثقة طبيا”، في ظل شكاوى متكررة من ضعف الرعاية الصحية وغياب الرقابة القضائية الفعالة. التقرير ذاته طالب بفتح تحقيق شامل في “الوفيات الغامضة” في السجون.
تفكيك شبكة تجسس في الجزائر قبل الانتخابات الرئاسية
