في قصة نجاة مثيرة للدهشة، خاض الشرطي الإيطالي ماورو بروسبيري تجربة قاسية عام 1994 أثناء مشاركته في “ماراثون الرمال” بجنوب المغرب، حيث يتعين على المشاركين قطع 250 كيلومترا بستة أيام في ظروف مناخية قاسية.
وفي البداية، سارت الأمور كما خُطِّط لها، غير أن عاصفة رملية عاتية اجتاحت المنطقة في اليوم الخامس من السباق، لترمي ببروسبيري في غياهب الصحراء.
وعلى الرغم من تعليمات المنظمين بالتزام المأوى حتى مرور العاصفة، أصر ماورو على متابعة الركض، حرصا على ترتيبه المتقدم، ولكن الظروف ازدادت سوءا، واضطر للبحث عن مخبأ وسط رمال حارقة تتجاوز حرارتها 46 درجة مئوية.
انقطع عن ماورو سبل الحياة، ونفدت إمداداته، ولجأ إلى تدابير بقاء يراها الكثيرون شديدة القسوة، مستلهما من حكمة جده خلال الحرب العالمية الأولى، وشرب بوله للحفاظ على رطوبته، ثم استظل في ضريح مهجور، ليأكل بيض الطيور فيه، وبلغت به الجرأة حد مصّ دماء الخفافيش للحصول على الماء، متجاهلا الاشمئزاز ليبقَى على قيد الحياة.
وعلى امتداد تسعة أيام من التيه بين المغرب والجزائر، كان يمضي معتمدا على ما تجود به الصحراء القاحلة، من ثعابين وسحالي، وحين انهارت قواه وتلاشت آماله، فكّر في الاستسلام والانتحار، لكن القدر شاء له النجاة، فبإصرار نادر واتباع إستراتيجيات البقاء البدائية، بلغ أراضي الجزائر والتقى رعاة من الطوارق نقلوه إلى بر الأمان.
رغم ما لحق بجسده من أضرار جسيمة بالكبد والكُلى، ورغم خسارته للكثير من وزنه، عاد بروسبيري إلى وطنه، حيث استُقبل كبطل نجاة.
وماراثون الرمال، المعروف أيضا باسم ماراثون الصحراء، هو سباق سنوي يُقام في الصحراء الكبرى جنوب المغرب.
ويُعتبر هذا الحدث من أصعب سباقات الماراثون في العالم، حيث يتعين على المشاركين قطع مسافة تصل إلى 252 كيلومترًا على مدار ستة أيام، وأُقيمت النسخة الأولى من الماراثون في عام 1986.
المغرب: أزمة المياه تتفاقم بسبب الجفاف