كشفت تقارير عن تصعيد عسكري في الفاشر، حيث توغلت “قوات الدعم السريع” في مناطق جديدة وتحاول محاصرة قاعدة الجيش، ورغم الهجمات العنيفة، أكد الجيش تصديه لها، ويزداد الوضع الإنساني سوءاً والقتال مستمر بلا حسم.
تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية، تصاعداً غير مسبوق في الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تدور معارك طاحنة على مشارف القاعدة العسكرية الرئيسية للجيش في المنطقة.
وبثت قوات الدعم السريع مقاطع مصورة تزعم فيها توغل عناصرها في مناطق متقدمة من المدينة ومحاصرتها للفرقة السادسة مشاة من عدة اتجاهات.
إلا أن مصادر محلية وشهود عيان أكدوا أن القوات النظامية تصدت لهذه الهجمات ولم تسمح بأي اختراقات حقيقية.
ووفقاً لمصادر ميدانية، تتبع قوات الجيش استراتيجية قائمة على الانسحاب التكتيكي من الارتكازات الدفاعية المتقدمة، واستخدام المدفعية الثقيلة لاستنزاف قوات الخصم، وتركز الاشتباكات حالياً على المحور الجنوبي للمدينة الذي يبعد كيلومترات قليلة عن مقر قيادة الفرقة السادسة.
وتشن قوات الدعم السريع هجمات مكثفة عبر ثلاثة محاور رئيسية – الشمال والشرق والجنوب الغربي – مدعومة بقصف مدفعي عنيف وغارات بطائرات مسيرة.
وتستهدف هذه الهجمات بشكل عشوائي المناطق المدنية، ما يعرض حياة عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين للخطر.
وأفادت تقارير محلية بغياب أي ممرات آمنة لخروج المدنيين، على عكس ما تروج له قوات الدعم السريع.
وسجلت حوادث مأساوية لمدنيين قُتلوا أثناء محاولتهم الفرار إلى معسكرات النازحين في منطقة طويلة.
وتمثل الفاشر آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور، حيث تسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على المدينة لإحكام قبضتها على الإقليم بالكامل.
وتحولت المعارك إلى حرب استنزاف طويلة الأمد دون تحقيق أي من الطرفين نصراً حاسماً.
وبينما تؤكد قيادات الدعم السريع سيطرتها على أجزاء واسعة من المدينة، تشير التقارير الميدانية إلى استمرار سيطرة الجيش على المواقع الاستراتيجية الرئيسية، وإنشاء خطوط دفاعية جديدة لصد الهجمات المتكررة.
هذه التطورات تأتي في إطار تصعيد عسكري غير مسبوق يشهده السودان منذ اندلاع القتال في أبريل 2023، حيث أصبحت دارفور مسرحاً لمواجهات دامية تهدد الاستقرار الإقليمي وتعمق الأزمة الإنسانية في البلاد.
الصحة العالمية: انهيار النظام الصحي في السودان وندرة الإمدادات الطبية
