صعد المعارض الموريتاني سيدنا عالي ولد محمد خونه من انتقاداته للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ملوحا بإمكانية ملاحقة الرئيس قضائيا بعد مغادرته السلطة، ومتهما إياه بالضلوع في قضايا فساد.
وواجهت هذه التصريحات ردا رسميا من حزب الإنصاف الحاكم، الذي وصفها بأنها ادعاءات لا تستند لأي دليل قانوني أو وقائع مثبتة.
وفي بيان شديد اللهجة، قال الحزب الحاكم إنه تابع “بأسف” تصريحات ولد محمد خونه، معتبرا أنها تحمل “اتهامات مضللة” تهدف إلى تشويه الجهود الحكومية في مجال الإصلاح ومكافحة الفساد، وأضاف أن الخطاب الصادر عن المعارض “بعيد عن الجدية السياسية ومتطلبات النقاش المسؤول”.
وأوضح الحزب أن الرئيس الغزواني هو أول رئيس يسمح بتشكيل لجنة برلمانية مستقلة للتحقيق في ملفات الفساد، في خطوة أفضت إلى محاكمة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز وإدانته بالسجن 15 عاما.
وأكد الحزب أن من يفتح الباب لمحاكمة رئيس سابق “لا يمكن أن يخشى القانون”، مشددا على أن القضاء مستقل وأن الدولة تعتمد مبدأ “أن القانون فوق الجميع دون استثناء”.
كما نفى الحزب وجود أي مبالغ “مفقودة” بقيمة 400 مليار أوقية، وهي الأرقام التي تحدث عنها ولد محمد خونه، واصفا إياها بأنها “مبالغات لا تستند لأي جهة رقابية”.
وأوضح أن تقرير محكمة الحسابات الذي استند إليه المعارض نُشر بقرار مباشر من الرئيس الغزواني تعزيزا للشفافية.
ويأتي رد الحزب الحاكم بعد أيام من خروج ولد محمد خونه من السجن بموجب حرية مؤقتة، وهو المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل، خصوصا المتعلقة بملف الرئيس السابق ولد عبد العزيز، وسبق اعتقاله في مايو الماضي بتهم تشمل “التحريض على العنف والمسّ بهيبة الدولة”، عقب تصريحات اتهم فيها السلطات الموريتانية بالتفريط في أراضٍ لصالح مالي.
وفي مؤتمر صحافي عقده مؤخرا، قال ولد محمد خونه إن الرئيس الغزواني “عليه أن يستعد للسجن فور مغادرته القصر الرئاسي”، معتبرا أن سنوات حكمه شهدت “سرقة للمال العام”، ومطالبا الرئيس بالبحث عن “الأموال المنهوبة” وإعادتها للشعب قبل فوات الأوان.
ويترأس ولد محمد خونه حزب العهد الديمقراطي قيد التأسيس، ويعد من أبرز الوجوه السياسية المعارضة التي تواجه اتهامات متكررة بإطلاق تصريحات حادة أربكت المشهد السياسي في البلاد.
توقعات بتحول إفريقيا إلى أحد أبرز منتجي الغاز في العالم
