05 ديسمبر 2025

زودياك دندرة يعود إلى واجهة الجدل حول الآثار المصرية المهاجرة، ومع افتتاح المتحف المصري الكبير تتجدد المطالب باستعادة هذه القطعة الفلكية النادرة التي تُعد أقدم تمثيل معروف لنظام الأبراج في التاريخ.

ويُعرض هذا النقش الدائري النادر اليوم داخل متحف اللوفر بباريس، رغم أنه كان جزءاً أصيلاً من سقف معبد دندرة بمحافظة قنا قبل أن يُنقل إلى فرنسا مطلع القرن التاسع عشر، ومع تصاعد الاهتمام الشعبي والرسمي بحماية الهوية والتراث، عاد ملف استرداد هذا الأثر التاريخي إلى الواجهة بقوة.

وتُعد “قبة زودياك دندرة” واحدة من أهم اللوحات الفلكية في تاريخ الحضارة المصرية، إذ تحمل مخططاً دائرياً يضم الأبراج الاثني عشر، إلى جانب رموز للكواكب والنجوم ومساراتها، ما يجعلها أقدم تمثيل شبه مكتمل لنظام الأبراج.

ويكشف النقش مدى تقدم المصريين القدماء في علم الفلك وقدرتهم على رصد حركة الأجرام السماوية ووضع أسس هذا العلم قبل آلاف السنين.

وأكد الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار والحضارة المصرية بجامعة القاهرة، في تصريح لمصدر صحفي أن حجر الزودياك يمثل أحد أندر الشواهد الفلكية في تاريخ علم الفلك عالمياً، موضحاً أن النقش لم يكن مجرد عنصر جمالي، بل وثيقة علمية دقيقة سجل فيها المصري القديم مواقع النجوم والأبراج.

وأشار بدران إلى أن النقش اكتُشف داخل معبد دندرة، في موضع مرتفع يصعب الوصول إليه، ما ساعد في الحفاظ عليه قروناً طويلة.

وأضاف أن المصريين القدماء دمجوا بين المعرفة الفلكية والطقوس الدينية، وربطوا حركة النجوم بحساب الزمن والفيضان السنوي لنهر النيل، كما توصلوا إلى رصد الكواكب الخمسة المعروفة بالعين المجردة.

وكشف بدران أن إخراج هذا الأثر من مصر جاء حين زار عالم فرنسي يدعى سيباستيان لويس سولنييه المعبد في بدايات القرن التاسع عشر، ولجأ إلى استخدام الديناميت لتفجير السقف وانتزاع اللوحة رغم خطورة ذلك على البناء الأثري، وبعد فصل القطعة، جرى تهريبها إلى فرنسا لتستقر في متحف اللوفر.

ونوّه بدران إلى أن مصر نفذت لاحقاً أعمال ترميم واسعة لإصلاح الأجزاء التي تضررت بسبب عملية التفجير، كما تسلمت نسخة طبق الأصل من النقش تُعرض اليوم داخل المعبد.

ومن جانبه، وصف الدكتور أيمن وزيري، أستاذ ورئيس قسم الآثار المصرية بجامعة الفيوم، “زودياك دندرة” بأنها تحفة فنية وعلمية نادرة عالمياً، مؤكداً أن النقش يُجسّد الدقة الفلكية المدهشة للمصريين القدماء، ويبرهن على إدماجهم الفن بالعلم.

وأشار إلى أن وجود النسخة الأصلية في اللوفر يتيح للباحثين دراستها، لكنه لا يقلل من ضرورة عودتها إلى موقعها الأصلي لفهم الدور الدقيق الذي كانت تؤديه داخل المعبد.

واختتم وزيري تصريحاته بالتأكيد على أن استعادة الزودياك ليست مطلباً وطنياً فقط، بل خطوة لاستعادة وثيقة علمية وفنية بارزة في تاريخ الإنسانية، حيث يمكن للعالم تقدير قيمتها بالكامل في سياقها الأصلي داخل معبد دندرة.

اتهام شاب مصري بالهجوم السيبراني على منصة “إكس” يثير الجدل

اقرأ المزيد